
بدأ الحديث يتصاعد عن إحجام خليجي عن دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لإنقاذه من أزمة اقتصادية غير مسبوقة بعد الهجوم السعودي ضد السيسي والجيش المصري.
صندوق النقد الدولي
ورفضت بعض دول الخليج العربية دعوات صندوق النقد الدولي الأخيرة لمساعدة مصر لتغطية فجوة التمويل الخارجي.
كما غاب قادة السعودية والكويت عن مؤتمر عقد في أبوظبي، يوم 18 يناير الجاري، بدعوة من رئيس الإمارات محمد بن زايد، من بين أهدافه بحث منح مصر مساعدات مالية عاجلة، وحضره قادة قطر والبحرين وعمان والأردن ومصر.
الهجوم السعودي ضد السيسي والجيش
وتلى المؤتمر حملة نقد لاذعة من كتاب سعوديين على حكومة السيسي والجيش المصري، أحدثت تفاعلا واسعا بين مؤيد لها ومنتقد وناقم عليها.
وانتقد الكاتب والأكاديمي السعودي تركي الحمد، نظام الحكم والجيش المصري.
وقال الحمد: “لدينا نموذجان لمصر: مصر المزدهرة قبل عام 1952، ومصر الطموحة بعد ذلك التاريخ”، وأضاف: “في المقابل، هنالك مصر بواقعها الحالي، أي مصر البطالة، وأزمات الاقتصاد والسياسة ومعضلات المجتمع وتقلباته الجذرية العنيفة التي لا تنتمي لأي نموذج، ملكيا كان أم جمهوريا”.
وتابع: “فما الذي حدث لمصر الثرية بثرواتها وإمكانياتها، والتي كانت تُقرض المال وتساعد المحتاج، وها هي اليوم أسيرة صندوق النقد الدولي، مشرئبة العنق لكل مساعدة من هنا أو هناك، وهي أرض اللبن والعسل؟”.
وفي تفسيره لأسباب كل ما سبق، أشار الحمد، إلى “هيمنة الجيش المتصاعدة على الدولة، وخاصة الاقتصاد، بحيث لا يمر شيء في الدولة المصرية إلا عن طريق الجيش، وبإشراف الجيش، ومن خلال مؤسسات خاضعة للجيش، ولصالح متنفذين في الجيش”.
ووصف ما يجري بـ”الثقافة الشعبية المستسلمة والمستكينة… “.
وأضاف علم الاجتماع السياسي خالد الدخيل، الذي قال إن “ما يحصل لمصر في السنوات الأخيرة يعود في جذوره الأولى إلى أنها لم تغادر عباءة العسكر منذ 1952”.
وأضاف أنها “انكسرت في يونيو 1967، وتبخر وهج 23 يوليو، كما عرفه المصريون والعرب”.
ووجه انتقاده للسلطة الحالية و للجيش المصري، مستدركا بقوله: “لكن سيطرة الجيش على السلطة وعلى اقتصاد مصر لم تسمح ببديل سياسي اقتصادي مختلف”.
وقال الدخيل، إن السيسي قال في خطاب له ويشير إلى السعودية، بأن مصر لن تركع إلا لله وهي جملة مربكة في السياق الذي قيلت فيه والسعودية ليست والخليج أعداء لمصر”، وأضاف: “تفسيري أن المقصود هو أن مصر لن تركع للمال الخليجي، فلماذا يطالب السيسي بالرز الخليجي”.
وقدمت دول الخليج العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين مساعدات مالية ضخمة للسيسي، عقب انقلابه على الرئيس الراحل محمد مرسي، منتصف 2013، دعما لنظامه، بحسب عربي 21.
وتشير تقديرات لحجم الدعم الذي تلقته القاهرة من الخليج، بنحو 92 مليار دولار.