
أشار تقرير لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية لتظاهرات أمس الجمعة، وما سبقها من تظاهرات على مدار الأسبوع الماضي مستشهداً بمصدر بالشرطة المصرية وفيديوهات لناشطين مصريين.
ولفتت الوكالة لتجاهل إعلام النظام للمظاهرات وتصويره الشوارع خالية !
رابط التقرير
خروج تظاهرات غاضبة
وبحسب التقرير، قال مسؤول أمني إن الشرطة المصرية فرقت احتجاجات شوارع صغيرة نادرة للغاية اندلعت في محافظة شمال شرق البلاد يوم الجمعة واعتقلت 10 متظاهرين.
يأتي هذا التطور، وهو استعراض غير عادي للتحدي، في بلد تحرك بقوة للقضاء على جميع قوى المعارضة تقريبًا، بعد عام واحد من اشتعال موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في القاهرة وعدة مدن أخرى، بسبب مزاعم عن فساد طال السيسي وقادة الجيش.
وبحسب المسؤول الشرطي الذي رفض الكشف عن هويته بمبرر أنه غير مخول للحديث مع وسائل الإعلام : ” انضم العشرات من أهالي قرية شطا، وهي قرية للطبقة العاملة في محافظة دمياط (صناعة الأثاث)، إلى الاحتجاج أثناء خروجهم من المساجد بعد صلاة الجمعة”.
ولم يوضح كيف تمكنت الشرطة من قمع الاحتجاجات، باستثناء القول إنها اعتقلت “مثيري الشغب”.
وفى المقابل أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال النهار ما يبدو أنه متظاهرين في عدة مواقع يسيرون في الشوارع ويهتفون ضد الرئيس السيسي.
وفي مدينة الأقصر الجنوبية، اعتقلت الشرطة أيضًا أربعة أشخاص “كانوا يعتزمون إثارة أعمال شغب” لحيازتهم زجاجات مولوتوف، على حد قول مسؤول أمني آخر.
الإطاحة بمحمد مرسي
يذكر أنه في السنوات التي أعقبت إطاحة الجيش بمحمد مرسي، أول رئيس إسلامي منتخب ديمقراطيًا… والذي ينحدر من جماعة الإخوان المسلمين، فى 2013، شنت الحكومة حملة قمع غير مسبوقة، ضد المعارضة واعتقلت الآلاف.
كما حظر السيسي جميع الاحتجاجات غير المصرح بها فور وصوله إلى السلطة.
لكن في سبتمبر الماضي، أشعل مقاول الجيش المصري السابق محمد علي، الذي يعيش فى منفاه الاختياري في إسبانيا، سلسلة من الاحتجاجات في الشوارع عبر مقاطع فيديو حظيت بمشاهدة واسعة اتهمت الحكومة بإهدار الأموال على مشاريع بناء القصور الرئاسية الفخمة.
وأثارت تصريحات علي الصاخبة غضب العديد من المصريين من الطبقة الوسطى والفقراء الذين تعرضوا لضغوط من تدابير التقشف لسنوات ويكافحون من أجل توفير احتياجاتهم الأساسية.
تم إخماد الاحتجاجات بسرعة. ووضع آلاف الأشخاص في السجون، بحسب تقديرات المحامين.
السيسي يؤجج مشاعر الغضب
وفي أواخر أغسطس، أثار السيسي مشاعر الغضب والحنق على وسائل التواصل الاجتماعي خلال خطاب ناري متلفز، شًدد فيه على هدم وإزالة البناء غير القانوني في جميع أنحاء البلاد.
ودافع السيسى فى الخطاب، عن سياساته، وقال إنه إذا لم يوافق الناس عليها، يمكنه التنحي عن الحكم.
وعقب الخطاب، سرعان ما دشنت الجماهير هاشتاغ #إرحل_يا_سيسي على Twitter لمطالبته بالرحيل .
و في وقت مبكر من هذا الشهر، عندما توغلت الجرافات في منطقة عشوائية فقيرة في مدينة الإسكندرية الساحلية، احتشد السكان في الشارع لصد القوات الأمنية، وهم يهتفون ضد الحكومة، وفقًا لمقاطع فيديو تم بثها على الهواء وتمت مشاركتها على نطاق واسع على موقع يوتيوب.
وعلى مدار الأسبوع الماضي، الذي يصادف الذكرى السنوية لحركة الاحتجاج المحدودة التي أشعلتها دعوات محمد علي ، بدا أن مقاطع الفيديو تظهر احتجاجات صغيرة ومتفرقة اندلعت في معظم المحافظات الفقيرة والريفية.
فيما وضع العديد من المحامين ونشطاء حقوق الإنسان المصريين قوائم تحوي أسماء عشرات الشباب الذين قالوا إنهم اعتقلوا في المظاهرات ويواجهون تهما غامضة تتعلق بالإرهاب .
إعلام النظام ينفي
ولم تعترف وزارة الداخلية المصرية علانية بإجراء اعتقالات.
في غضون ذلك ، نشرت وسائل الإعلام المصرية الموالية للحكومة _ يوم الجمعة _ على مواقعها على شبكة الإنترنت صور الشوارع الخالية، في جميع أنحاء البلاد “دون مظاهرات”.
وصبت وسائل الإعلام التي تديرها الدولة إتهامات على جماعة الإخوان المسلمين بالمبالغة في إثارة “الفوضى” لتقويض استقرار البلاد، بحسب زعمها.
ع.م