كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن هاتف الآيفون الخاص بالمعارض السياسي الدكتور”أيمن نور”، تعرض لاختراق مزدوج وغير مسبوق وفقا للخبراء بواسطة برنامجين تجسس.
اختراق هاتف أيمن نور
وقال “نور” في تصريحات لـ”واشنطن بوست” في مكالمة فيديو عبر الإنترنت، إن الاختراق الذي تعرض له، هو مجرد أحدث محاولة من الحكومة المصرية بعد سنوات من جهود بذلتها لتقويضه وقمع نشاطه الديمقراطي في البلاد منذ 2005، عندما ترشح للانتخابات الرئاسية أمام الرئيس الراحل “حسني مبارك”.
ووصف “نور” شركات المراقبة الخاصة بـ”الوحوش الرقمية” التي يجب أن تواجه عقوبات دولية.
وأضاف: “هذا شيء خطير حقًا وله تأثير حقيقي على السياسيين”، معقبا: “إنهم يستفيدون من كل كلمة نقولها على هواتفنا المحمولة”.
وقال مُختبر “سيتيزن لاب”، الذي يراقب أمن الإنترنت، اليوم الخميس، إن برنامجين منفصلين في شبكة تجسس تشغلها حكومة اخترقا هاتف المعارض المصري البارز في المنفى أيمن نور.
وأشار تقرير مطول نشرته الصحيفة الخميس، أن برنامجي المراقبة اللذين استُخدما ضد نور، وهو سياسي ليبرالي معارض للرئيس عبد الفتاح السيسي، صنعتهما مجموعة (إن.إس.أو) الإسرائيلية وشركة كانت مغمورة في السابق تتخذ من أوروبا مقرا لها تسمى سايتروكس.
وأوضحت أن عملية الاختراق تمت في يوم واحد ببرنامج “بيجاسوس” الذي طورته مجموعة “إن.إس.أو”، ومن المرجح أن تكون السعودية أو الإمارات وراء هذا الاستهداف.
أما الثاني فكان من خلال برنامج أخر تابع لشركة مراقبة غير معروفة باسم “Cytrox”، ويقف وراء هذا الاستهداف الحكومة المصرية.
وذكرت الصحيفة، أن اختراق هاتف “نور” يأتي في سياق كشف شركة “ميتا”، الشركة الأم لمنصة “فيسبوك” الخميس أنها أخطرت ما يقرب من 50 ألف مستخدم لمنصتها في أكثر من 100 دولة حول العالم أنهم ربما كانوا أهدافا لمحاولات قرصنة من قبل شركات مراقبة تعمل لحساب وكالات حكومية أو عملاء خاصين.
الحكومة المصرية تخترق هواتف المعارضين
وقالت “سيتزن لاب” إن اختراق Cytrox جاء على الأرجح من الحكومة المصرية، ومن المحتمل أن يكون اختراق بيجاسوس من السعوديين أو الإمارات ، وكلاهما تم تحديدهما مرارًا وتكرارًا من قبل الباحثين كمستخدمين عدوانيين لخدمات المراقبة الخاصة.
والإدعاء حول استخدام السلطات المصرية لخدمات شركة “Cytrox” كان مدعوما بتقرير منفصل صدر الخميس من قبل مؤسسة “سيتزن لاب”، وهي مجموعة بحثية في جامعة تورنتو متخصصة فى التحقيق فى برامج التجسس.
ووجد تقرير “سيتزن لاب” أن هاتف “آيفون 12” الذي يستخدمه “نور” كان عرضة للإصابة ببرنامج تجسس بيجاسوس الخبثية الذي تنتجه شركة NSO، إضافة إلى برنامج تجسس مشابه من شركة “Cytrox”، يسمي Predator، وكانت الإصابات فى يوم واحد في يونيو.
وذكر التقرير أن العلامة الأولية على إصابة هاتف المعارض المصري بدأ يسخن بسبب إدارته من قبل نوعين من برامج التجسس فى وقت واحد.
وحدثت الإصابات رغم أن جهاز آيفون الخاص بالمعارض المصري كان لديه أحدث نظام تشغيل آي أو إس “iOS”.
من جانبه، قال بيل ماركزاك ، الباحث البارز في “Citizen Lab” الذي اكتشف الهجمات على هاتف “نور” و “هاتف” مملوك لمصري آخر (رفض الكشف عن هويته): “هذه التداعيات السابقة لانتهاكات برامج التجسس ( مثل بيجاسوس) لم تفعل شيئًا يذكر لإبطاء صناعة المراقبة العالمية”.
واعتبر “ماركزاك” أن الاختراق المتزامن تقريبًا لأيفون “نور” بواسطة نوعين من برامج التجسس “دليل ملموس على مدى انتشار هذه التقنيات”.
وقال “ماركزاك” :”من الواضح حقًا أن قصة برامج التجسس ليست مجرد قصة شركة NSO الإسرائيلية .. هذه صناعة تنمو بالفعل”.
يذكر أن “واشنطن بوست”،ذكرت في تقريرها أنه لم يسبق أن رأي باحثو “سيتزن” هدفا واحد يتعرض لاختراق مزدوج، مثلما كان الحال مع المعارض المصري “أيمن نور”.
زر الذهاب إلى الأعلى