كشفت منظمة “نيت بلوكس” للأمن الإلكتروني، الثلاثاء، عن انقطاع خدمات الإنترنت بالكامل في بغداد وجنوب البلاد، في حين قتلت قوات الأمن العراقية 13 محتجًا على الأقل بالرصاص خلال الـ 24 ساعة الآخيرة.
كانت نت بلوكس قد قالت في بيان لها: “في أثناء كتابة البيان انخفضت اتصالات الإنترنت العامة لما دون 19 بالمئة عن المستويات المعتادة مما قطع الخدمة عن عشرات الملايين من المستخدمين في بغداد، وتأثرت أيضا البصرة وكربلاء ومراكز سكانية أخرى”.
وأضافت: “نعتقد أن الانقطاع الجديد هو أكبر انقطاع نرصده في بغداد حتى اليوم”.
كانت قوات الأمن العراقية قد قتلت 13 محتجًا على الأقل، بالرصاص خلال الـ 24 ساعة الآخيرة، وقامت بإطلاق الرصاص الحي في محاولة لتفريق المتظاهرين المحتجين على الأحزاب السياسية التي تسيطر على الحكومة.
فبعد مقتل ثمانية أشخاص أمس الاثنين، قتلت قوات الأمن خمسة أشخاص على الأقل بالرصاص في الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء، منهم قتيل بالرصاص الحي أثناء دفن آخر قتل قبل بضع ساعات.
وحاول المحتجون العراقيون الضغط لدفع الحكومة إلى الاستقالة، تزامنا مع استمرار العصيان المدني، كما واصل مئات المحتجين، قطع الطرق الرئيسة في المناطق الحيوية، وقرب المنشآت النفطية.
ففي البصرة، تواردت أنباء عن سيطرة المحتجين على قسم كبير من ميناء أم قصر، الذي وضع متظاهرون حواجز إسمنتية كتب عليها “مغلق بأمر الشعب”، على الطريق المؤدية إليه، كما غادرت عشرات السفن الميناء من دون أن تتمكن من تفريغ حمولتها.
وحاولت الشرطة تفريق المحتجين، مما أسفر عن مقتل شخصين، وإصابة عدد آخر. وذكر نشطاء أن قوات الأمن انسحبت بعد ذلك إلى داخل الميناء، وتركت مدرعة، سيطر عليها المحتجون، بينما لا يزال الاعتصام مستمرا أمام بوابة الميناء.
وفي السماوة، أغلق متظاهرون الجسور والطرقات الرئيسة لمنع وصول الموظفين الى أماكن عملهم، كما هي الحال في مدن أخرى، كالناصرية والحلة.
وفي ذي قار، أغلق المتظاهرون عددا من مؤسسات الدولة في مدينة الناصرية، أبرزها دوائر التربية والجنسية وشركة أور العامة ومديريات الماء والمجاري والبلديات والتقاعد والضريبة.
أما في ميسان، فقد اغلقت مجموعة من المتظاهرين أبواب جامعة ميسان، ووضعت لافتة كُتب عليها “جامعة ميسان مغلقة بأمر من الشعب”.
والنجف، فشهدت إغلاق مبنى مفوضية الانتخابات، ومركز التدريب المهني ودوائر حكومية اخرى. وخط المتظاهرون على تلك المباني لافتات “مغلق بأمر الشعب”.
أما في بغداد، فقد سقط 7 قتلى على الأقل، بعد صدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، على جانبي جسر الأحرار، وأغلقت القوات الأمنية الجسر بمصدات إسمنتية لمنع عبور المتظاهرين إلى منطقتي شارع حيفا والعلاوي.
كما نفّذت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في منطقتي الصالحية والعلاوي المتجاورتين وسط بغداد، في حين قال محتجون: “إن ملثمين يستقلون سيارات حكومية اعتقلوا العشرات أثناء عودتهم من منطقتي العلاوي والصالحية باتجاه ساحة التحرير، ولم يُعرف حتى الآن مكان اعتقال المتظاهرين”.
على الجانب الآخر، أعلنت وزارة الدفاع العراقية الثلاثاء عن إعادة أكثر من 45 ألف جندي مفصول إلى الخدمة ضمن إجراءات تقول الحكومة إنها “للحد من البطالة واستجابة لمطالب المتظاهرين”.
وكشفت الوزارة في بيان لها: “أنها مستمرة بإصدار الأوامر الإدارية الخاصة بإعادة المفسوخة عقودهم إلى الخدمة تباعاً، وهؤلاء جزء من 108 آلاف مفصول تنوي وزارة الدفاع إعادتهم إلى الخدمة”
.يذكر أنه منذ مطلع أكتوبر الماضي، تشهد العاصمة العراقية بغداد وعدد من المحافظات، احتجاجات واسعة تطالب بمحاربة الفساد، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين وتوفير الخدمات وفرص العمل، ولكن سريعاً ما تحولت المطالب إلى دعوة لـ”إسقاط النظام” بعد مواجهة القوات الأمنية للمحتجين بالقمع، أدى حتى اليوم إلى مقتل أكثر من 400 شخص وإصابة ما يزيد على 10 آلاف آخرين.
زر الذهاب إلى الأعلى