اختيار جو بايدن “كامالا هاريس” لمنصب نائب الرئيس: مدى تأثيره على الشرق الأوسط

اختار المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن، كامالا هاريس نائبة له في الانتخابات المقررة العام الجاري، وستكون بذلك أول امرأة سوداء البشرة تُرشح لمنصب نائب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهته أثنى الرئيس السابق باراك أوباما على اختيار بايدن قائلا “إن هاريس أكثر من مستعدة للوظيفة”، مشيرا إلى أنها أمضت حياتها المهنية في الدفاع عن دستور البلاد والقتال من أجل الأشخاص الذين يحتاجون إلى العدالة.
كامالا هاريس
ولدت كامالا هاريس في 20 أكتوبر 1964 في منطقة سان فرانسيسكو لأب أسود من دولة جامايكا وأم هندية.
وكان والدها دونالد خبيرا اقتصاديا، ويُدرّس في جامعة ستانفورد العريقة، أما والدتها شيامالا فقد عملت باحثة في مجال السرطان، وحصلت على الدكتوراة من جامعة بيركلي الشهيرة.
خلال طفولتها دأبت هاريس على الذهاب إلى كنيسة للأميركيين من أصول أفريقية بصحبة والدها، كما صحبتها والدتها لمعابد هندوسية.
انفصل والداها وعمرها 7 سنوات، وانتقلت مع والدتها وأختها الوحيدة التي تصغرها بـ3 سنوات إلى مدينة مونتريال الكندية، حيث مقر عمل والدتها الجديد في جامعة ماكجيل.
انضمت لجامعة هوارد، تابعت بعدها دراستها للقانون في كلية هاستينغز بجامعة كاليفورنيا.
وهاريس أول مدعية عامة سوداء لولاية كاليفورنيا، وأول امرأة في هذا المنصب وأول امرأة من أصول جنوب آسيوية تفوز بمقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي. وهي الآن تسعى لكي تصبح أول امرأة نائبة للرئيس الأمريكي.
وشغلت عضوية عدة لجان مهمة بمجلس الشيوخ، منها اللجنتان القضائية والمالية، وكذلك لجنتا الأمن الداخلي والاستخبارات.
وفيما من غير المتوقع أن يتبوأ بايدن البالغ 77 عاما الرئاسة لأكثر من ولاية واحدة في حال انتخابه، فإن هاريس ستكون على الأرجح الأوفر حظا في الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي بعد أربع سنوات من الآن.
وهذا يمكن أن يمنحها فرصة أكبر في دخول التاريخ، كأول رئيسة سوداء للولايات المتحدة.
ضد ترامب
عارضت هاريس قرار ترامب حظر دخول المسلمين من عدة دول في يناير 2017 .
وعارضت مواقف الرئيس المعادية لحلف الناتو، وتقاربه غير المبرر من روسيا وعلاقاته الجيدة برئيسها فلاديمير بوتين.
وصعدت هاريس انتقاداتها للرئيس دونالد ترامب في العديد من القضايا، من تعاطيه مع أزمة تفشي جائحة كوفيد-19 إلى العنصرية وصولا إلى الهجرة.
وكتبت في تغريدة مؤخرا “إن خطاب ترامب العنصري المتكرر يحاول توجيه اللوم في إخفاقاته المتعلقة بفيروس كورونا المستجد لأي شخص ما عداه”.
كما عارضت السياسات الصينية تجاه مسلمي الإيغور .
وعارضت التقارب بين واشنطن وبيونغ يانغ.
الشرق الأوسط
وبخصوص السلام في الشرق الأوسط، تعد هاريس من أقوى المؤيدين لإسرائيل، وتؤمن بحل الدولتين كمعادلة لإنهاء الصراع.
لكنها تحدثت عامي 2017 و2018 في مؤتمر منظمة “أيباك” (أكبر مجموعة ضغط -“لوبي”- إسرائيلي في الولايات المتحدة) وعبرت عن معارضتها لاستمرار بناء مستوطنات إسرائيلية في أراضي الضفة الغربية.
وتطالب هاريس بألا يكون دعم إسرائيل الكامل قضية حزبية، وتنادي بالدعم الأميركي الكامل لإسرائيل.
كما أيدت هاريس الاتفاق النووي الذي وقّعته إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران، واعترضت على انسحاب إدارة ترامب منه لاحقا.
وبخصوص السعودية، تبنت هاريس مواقف متشددة من المملكة، خاصة بعد مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي.
وهي تعارض بشدة حرب التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، ودعمت قرارات حظر تصدير السلاح للسعودية بسبب حرب اليمن وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.
في تعليقه على اختيار المرشح الديمقراطي للرئاسة الأميركية جو بايدن السيناتور كامالا هاريس نائبة له في سباق الرئاسة المقرر في نوفمبر، أشار الكاتب على حرب في مقاله بموقع ميدل إيست آي (Middle East Eye) إلى أن الدستور لا يمنح نائب الرئيس سلطة كبيرة، وأن المسؤولية الرئيسية لنائب الرئيس هي تولي الرئاسة في حالة فراغ مفاجئ في المكتب البيضاوي.
واستدرك الكاتب بأن بايدن (77 عاما) سيصبح أكبر رئيس أميركي إذا فاز بانتخابات نوفمبر، ولذا فإن نائبته هاريس من المرجح أن تلعب دورا نشطا في الحكومة. علاوة على ذلك فإن منصب نائب الرئيس سيجعلها في وضع متميز في السعي للوصول إلى الرئاسة بنفسها في المستقبل.
ومن المتوقع أن تلغي إدارة بايدن بعض تحركات (الرئيس) دونالد ترامب في الشرق الأوسط، وقد تقع بعض مسؤوليات السياسة الخارجية على عاتق هاريس كنائب للرئيس.
وتتسق أفكار هاريس إلى حد ما مع نظرة جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط.
كان بايدن، قد وجه فى 13 يوليو الماضي، رسالة تهديد إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعلن فيها رفضه لاعتقال وتعذيب الناشطين أو التعرض لعائلاتهم.
وقال على “تويتر”: “عاد محمد عماشة (يحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية) أخيرا إلى منزله بعد أن أمضى 486 يوما في السجون المصرية لحمله لافتة احتجاجية. اعتقال وتعذيب ونفي نشطاء مثل سارة حجازي ومحمد سلطان، أو تهديد عائلاتهم أمرا غير مقبول”.
وأضاف: “لن نقدم مزيدا من الصكوك البيضاء لديكتاتور ترامب المفضل (في إشارة إلى السيسي)”.
عزل ترامب
وصفت هاريس نفسها بأنها تقدمية خلال فترة عملها مدعية عامة في ولاية كاليفورنيا.
وبسبب خلفيتها القانونية، يراها البعض النقيض الطبيعي للرئيس ترامب، حيث إنها تؤمن بسيادة القانون.
وقد تبنت هاريس الكثير من التشريعات للتأكيد على حقوق الأطفال وحقوق الشواذ، وبرامج الإصلاح الجنائي، والمطالبة بوقف عقوبة الإعدام، وحماية المستهلكين، والحفاظ على الخصوصية.
وترى هاريس أنها تستطيع جذب المعتدلين الديمقراطيين التقليديين، إضافة إلى جذب أنصار التيار التقدمي الذي تزيد قوته داخل أوساط الحزب.
وعندما سئلت هاريس عن هجومها الشديد خلال المناظرات الرئاسية الأولى ضد منافسها جو بايدن، ردت بكلمة واحدة تشير فيها إلى أنها كانت “مناظرة”.
وصوتت هاريس لصالح عزل ترامب في محاكمته في مجلس الشيوخ. وسعيا لإلحاق الهزيمة به أكدت الحاجة لإعادة تشكيل “تحالف أوباما” الذي يضم أمريكيين من أصول أفريقية وإسبانية ونساء ومستقلين وجيل الألفية.
ع.م