مصر

رايتس ووتش: “حبس صفوان ثابت وإبنه لرفضهما التنازل عن أملاكهم للدولة”

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، في بيان لها، إن رجل الأعمال “صفوان ثابت”، وابنه “سيف”، محتجزين منذ أشهر بعد أن رفضا، تسليم أسهمها في شركتهما إلى شركة تجارية تملكها الدولة. 

وطالب بيان المنظمة الدولية، السلطات المصرية، الإفراج فورا عن الرجلين، صفوان ثابت وابنه سيف ثابت، مالكَي الشركة الكبرى لإنتاج الألبان “جهينة”.

اعتقال صفوان ثابت وابنه

كان عناصر من “قطاع الأمن الوطني” قد اعتقلوا ثابت وابنه، في ديسمبر 2020 وفبراير 2021 بعد أن رفضا تسليم أسهم أسرتهما في الشركة.

 ونقلت رايتس ووتش، عن مصدرَين قولهما أن نيابة أمن الدولة العليا حبستهما في انتهاك لحقوقهما الأساسية، بتهم غامضة هي تمويل الإرهاب، وتقويض الاقتصاد الوطني، والانضمام إلى جماعة محظورة، دون تقديم أي دليل لدعم هذه التهم.

وأوضحت المصادر، إن سيف ثابت مُحتَجز في ظروف قاسية. فالسجّانون لا يسمحون له بمغادرة زنزانته، التي ليس فيها حمام مناسب، أو سرير، أو فراش. ولم تزوّده سلطات السجن بالملابس المناسبة حتى خلال أشهر الشتاء.

وأضافت رايتس ووتش: “امتنعت الأسرة في البداية عن التحدث علنا”. 

وأفاد أحد المصدرين أن العائلة كانت قد وصلتها رسالة أثناء التحقيق جاء فيها: “لا تنشروا أي معلومات ولا تتحدثوا مع الصحفيين، وإلا ستنضمون إليهما في السجن”. 

من جانبه، قال جو ستورك، نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: “الاحتجاز المنتهِك، والتعسفي على ما يبدو، بحق سيف وصفوان ثابت يكشف كيف تستخدم الحكومة قوانين الإرهاب المصرية المنقوصة لمعاقبة رجال الأعمال الناجحين الذين يرفضون تسليم ممتلكاتهم إلى الدولة”.

وفي أكتوبر الماضي، سعت السلطات إلى توجيه اتهامات بـ”نشر أخبار كاذبة” و”الانضمام إلى جماعة إرهابية” ضد بهيرة الشاوي، زوجة صفوان ثابت، بعد أن نشرت شكاوى على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن احتجاز زوجها وابنها تعسفا.

وتابع بيان المنظمة: “بعد اعتقاله في 2 ديسمبر 2020، استقال صفوان ثابت (75 عاما) من منصبه كرئيس للشركة. انتخب أعضاء مجلس إدارة جهينة الشريك السعودي والمساهم في الشركة، محمد الدغيم، خلفا له”.

وقال المصدران، إن سيف ثابت (40 عاما) اعتقل في 2 فبراير بعدما استُدعي لحضور اجتماع في مقر الأمن الوطني ولم يخرج منه. 

وفي 6 فبراير، أفادت صحف موالية للحكومة أن نيابة أمن الدولة العليا أمرت باحتجازه في نفس قضية والده.

وأشار المصدران إن اعتقال سيف ثابت جاء في أعقاب اجتماع سابق مع مسؤولين من الأمن الوطني وجهاز المخابرات العامة رفض فيه التخلي عن حصص أسرته في شركة جهينة لـ “كيان سيادي” لم يذكروا اسمه. 

ووفقا لأحد المصدرين، فإن المسؤولين لم يعرضوا عليه في المقابل “أي تعويض بأي شكل من الأشكال”، ومنذ اعتقالهما احتُجزا انفراديا في مجمع سجن طرة بالقاهرة، ولم يتمكن أفراد الأسرة من زيارتهما بشكل منفصل إلا بضع مرات. ورفضت وزارة الداخلية “مرات عديدة” طلبات الأسرة لزيارتهما.

صفوان ثابت

وأكمل تقرير رايتس ووتش: “كان صفوان ثابت يتمتع بمكانة عالية بين كبار رجال الأعمال المصريين في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقد كان كلّ من جده لأمه وشقيقه من قادة “الإخوان المسلمين” في الستينات والألفينيات، ولكن الأسرة تقول إن ثابت لم يكن يوما عضوا في الإخوان”.

وفي عام 2017، أضافت محكمةُ الجنايات صفوان ثابت تعسفيا، مع مئات آخرين، إلى قائمة الإرهاب في مصر دون جلسات استماع أو محاكمة وفق الأصول القانونية. فرضت عليه هذه التسمية منع سفر لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد وتجميد أصوله.

جهاز المشروعات التابع للجيش

كان موقع “مدى مصر”، أفاد  أنه قبل بضعة أشهر من اعتقال صفوان ثابت، طالب وزير في الحكومة لم يُذكر اسمه بأن تتولى إدارة جهينة شركتَي صناعة الأغذية “قها” و”إدفينا” المملوكتين من الدولة واللتين تعانيان من صعوبات. 

وفي أبريل 2021، دعا وزير التموين والتجارة الداخلية علي مصيلحي رجال الأعمال علنا إلى شراء الأسهم في تلك الشركات.

وأوضح مدى مصر أيضا أنه قبل أسابيع من اعتقال ثابت، قام مسؤول كبير بعدة زيارات إلى مصنع جهينة “للتحقق من كيفية إدارته”. 

وذكر تقرير مدى مصر والمصدران اللذان تحدثا مع هيومن رايتس ووتش أن المسؤول كان قد أخبر ثابت عن “تفكيره” في دمج مصنع جهينة الرئيسي مع “سايلو فودز”، وهو مشروع جديد للألبان يملكه الجيش. افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في وقت لاحق في أغسطس 2021 كجزء من “المدينة الصناعية الغذائية”.

يذكر أن “جهاز مشروعات الخدمة الوطنية” يدير هذه الشركات، التي ربما تكون أكبر الأذرع التجارية غير الشفافة للمؤسسة العسكرية. 

وتابع تقرير رايتس ووتش: “من الملفت أن شعار سايلو فودز، “الدنيا لها طعم جديد”، قريب من شعار جهينة “الدنيا لها طعم جميل”. 

وأضاف: “قبل اعتقال ثابت، كان السيسي ولمدة أشهر قد أصدر تعليمات علنية للحكومة بتطوير مرافق حكومية لصناعة الألبان”.

وفي في 2 يونيو2021، أفادت “بلومبرغ” أن صندوق الثروة السيادي في أبو ظبي،”القابضة” ADQ، كان يتطلع إلى الحصول على حصة في جهينة. يرأس الصندوق طحنون بن زايد، شقيق ولي عهد الإمارات محمد بن زايد.

لمتابعة التقرير كاملاً: https://bit.ly/3nAit8v

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى