أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بياناً، علق فيه على واقعة انتحار الطالبة “بسنت خالد” بسبب الصور المفبركة.
وأكد بيان الأزهر الذي نشره على الفيسبوك، أن “اتهام الناس بالباطل، والاحتيال في نسبة الزور إليهم بالافتراء والبهتان جريمة لا إنسانية خبيثة، قرنها الله تعالى -في النهي عنها- بعبادة الأصنام”.
بيان الأزهر
واستشهد البيان بقول الله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج: 30]، والزور هو فُحش الكذب، والفجور فيه.
وأضاف بيان الأزهر: “ابتزاز الناس بالاتهامات المُنتحَلة من خلال الصور المُزيّفة باستخدام البرامج الحديثة أو غيرها من الطرق التي يمكن بها الطعن في أعراض الناس وشرفهم؛ إنما هو إفك بغيض وإيذاء بالغ وبهتان مُحرَّم”.
وشدد البيان على أن المولى سبحانه، حذر من مغبة ارتكابه، والخوض فيه؛ فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. [النور: 11].
وقال عزَّ من قائل: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}. [ الأحزاب: 58].
وتابع البيان: “لآثار هذه الجريمة النكراء على الأفراد والمجتمعات، في الواقع الحقيقي والافتراضي، ولتحقيق غايات الإسلام العليا في حفظ النظام العام، ومنظومة القيم والأخلاق؛ توعَّد الله تعالى فاعل هذه الجريمة بالعذاب في الدنيا والآخرة، وحَرَمَه من رحمته سُبحانه”.
فقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. [النور: 19]
وقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}. [النور: 23].
وأكمل الأزهر: “لا ينبغي أن يكون الإنسان مُتجاوزًا لحدود الله سبحانه، خائضًا في أعراض الناس؛ إذ هو بذلك يهون في عيون الخلق، ويسوء مآله عند الخالق سبحانه”.
وزاد: “بل عليه أن ينشغل بمعالي الأمور ممَّا يعود عليه وعلى مجتمعه بالنَّفع في الدين والدنيا والآخرة، لا أن ينشغل بصغائرها، وما لا شأن له به”.
انتحار بسنت خالد
وكانت الطالبة “بسنت خالد”، من كفر الزيات بمحافظة الغربية، قد أقدمت على الانتحار بحبة الغلة السوداء بسبب قيام شاب بـ ابتزازها بصور إباحية مفبركة.
وأنهت بسنت 17 عاماً، حياتها بعد أن تركت رسالة لأسرتها تكشف عن تعرضها للابتزاز بصور مفبركة، وأنها لازالت صغيرة، ولكن تربيتها تمنعها من ارتكاب اي سلوكيات مشينة.
كانت الفتاة قد تحدثت مع والدها، وأكدت أن الشاب تواصل معها عبر هاتفها الشخصي وهددها بنشر صور مفبركة لها في حال رفضها إقامة علاقة غير شرعية .
وقال والد بسنت خالد فى تصريحات صحفية : “شفت فيديو وكام صورة باين إنهم مفبركين وطمنتها لما قالتلى اوعى تصدق يا بابا ده شخص قذر، أنا مظلومة وطلب يعمل علاقة معايا، كانت ساعتها لسة جاية من الدرس قالتلي أنا مظلومة وبريئة وأنت مربيني أحسن تربية”.
وأضاف: قلتلها هروح أصلي الجمعة وجاي، وعدت مسرعًا ناحية المنزل الذي انطلقت منه أصوات صراخ، كانت بتصلي وواقعة على المصلية، مستحملتش وقررت إنها تتخلص من حياتها بسبب كلام الناس“.
وأوضح أن إبنته، كانت في حالة إعياء شديد وتوجه بها إلى مستشفى قريب من منزله بكفر الزيات وظلت فيه 24 ساعة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة.
وتركت بسنت رسالة قبل انتحارها قالت فيها: “ماما ياريت تفهميني انا مش البنت دي ودي صور متركبه و الله العظيم و قسماً بالله دي ما انا ، انا ياماما بنت صغيرة مستهلش اللي بيحصلي ده انا جالي اكتئاب بجد ، انا ياماما مش قادرة انا بتخنق وتعبت بجد. حرام عليكم انا متربية احسن تربية”.
فيما دشن رواد منصات التواصل الإجتماعي هاشتاج #حق_بسنت_لازم_يرجع .
زر الذهاب إلى الأعلى