عقبت الأمم المتحدة أمس الاثنين على تهديدات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالتدخل المباشر في ليبيا، وقالت: إن آخر ما تحتاجه ليبيا الآن هو المزيد من القتال، مطالبة كافة الأطراف بالتهدئة.
القتال في ليبيا
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك” عبر الفيديو كونفرانس، مع الصحفيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك.
وردا على أسئلة الصحفيين بشأن موقف الأمين العام أنطونيو جوتيريش من تصريحات السيسي، قال دوجاريك: “نحن نراقب ذلك عن كثب، وآخر شيء تحتاجه ليبيا هو نقل مزيد من السلاح، ومزيد من المرتزقة والقتال على أراضيها”.
وأضاف قائلاً: “إننا قلقون للغاية من أن يتفاقم الوضع في ليبيا، ولذلك فمن المهم للغاية ألا يقوم أي طرف بإجراءات تزيد من تردي الوضع، ونحن نسعى إلى التهدئة”.
وتابع دوجاريك: “الرسالة التي تنقلها مبعوثة الأمين العام إلى ليبيا (ستيفاني ويليامز) في اتصالاتها مع كل الأطراف المعنية تتمثل في ضرورة عدم التصعيد والتزام التهدئة، لأن الذي يدفع الثمن في النهاية هو الشعب الليبي”.
وشدد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، على أنه من المهم أن يعود الجميع إلى طاولة الحوار للوصول إلى حل، وزاد بالقول: “نحن نطالب كافة الأطراف بالتهدئة، وما رأيناه مؤخرا بشأن ليبيا هو أمر يبعث على الفزع”.
تهديدات السيسي
كان عبد الفتاح السيسي قد لوّح السبت الماضي في خطاب بتدخل عسكري مصري مباشر في ليبيا إذا واصلت القوات الموالية لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا التقدّم نحو سرت، المدينة الاستراتيجية الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
وقال السيسي: “إنّ أيّ تدخّل مباشر من الدولة المصرية باتت تتوفّر له الشرعية الدولية سواء في إطار ميثاق الأمم المتّحدة لجهة حقّ الدفاع عن النفس أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي، مجلس النواب”.
يذكر أن الحكومة الليبية نددت أكثر من مرة بما قالت: إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لعدوان مليشيا الجنرال الانقلابي “خليفة حفتر” على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في 4 أبريل 2019.
ومع تراجع مليشيات حفتر وخسارتها كامل الحدود الإدارية لطرابلس وأغلب المدن والمناطق في المنطقة الغربية أمام الجيش الليبي، طرحت مصر مؤخرا، ما يسمى “إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية”، غير أنه قوبل برفض قاطع من الحكومة الليبية ودول أخرى.
زر الذهاب إلى الأعلى