الإخوان في الذكرى الـ7 على مجزرة رابعة: “نقطة تحول في تاريخنا المعاصر”

أصدرت جماعة الإخوان المسلمين، أمس السبت، بيانًا بمناسبة مرور 7 سنوات على مجزرة فض اعتصام رابعة في 14 أغسطس، أكدت فيه أن مجزرة رابعة هي “نقطة تحول في تاريخ مصر المعاصر”، ودعت إلى “إبقاء القضية حية في القلوب حتى القصاص”.
رمز الحرية
وقال بيان الجماعة: “أيام قلائل وتحل بنا ذكرى رابعة، وأخواتها، وما خلفته في قلوبنا وقلوب المصريين الأحرار، وقلوب كل الأحرار في العالم، من مشاعر حزن وغضب، ونحن لا نتذاكر هذه الفاجعة لنقف عند جراحاتها نسكب الدمع الثخين، ونندب الحظ العاثر، لكننا نذكر رابعة لأنها أصبحت نقطة تحول في تاريخنا المعاصر”.
وتابع: “أصبحت بحق رمزا للحرية والعزة والكرامة يجب أن يبقى، رمزا يحق له الخلود في القلوب والعقول، وأن ينتقل إلى ذاكرة الأجيال التالية”.
وأضاف البيان: “نؤكد وفاءنا لطريقهم، واستكمالنا لمسيرتهم، ونذكرها لنرسم لهؤلاء الأبطال صورتهم الحقيقية، بعد أن دأب إعلام الزيف والفتنة على تشويهها، ونذكرها لنذكر الأمة بالقضية التي خرجوا من أجلها واستشهدوا في سبيلها، ولنحمّل الأمة مسؤوليتها عن استكمال المسيرة وتحقيق الأهداف”.
“ونذكرها لننطلق في العمل والجهاد، متخذين من رموزها قدوة ومثلا، حتى نلقى الله تعالى بإحدى الحسنيين؛ فإما النصر والسيادة، وإما الشهادة والسعادة”.
واستطرد البيان: “رابعة هي قصة الحياة لا الموت، والخلود لا الفناء، وهي قصة الشهادة القانية لا الحياة الفانية، والتضحية والفداء لا الخنوع والاستخذاء، وهي قصة الوفاء في مواجهة الخيانة، والإيمان في مواجهة الطغيان، وهي قصة الحق في مواجهة الباطل، والإرادة الشعبية في مواجهة القمع، وهي قصة الصدور العارية في مواجهة الوحوش الضارية، والشرعية في مواجهة الانقلاب، وقصة شعب الثائر في مواجهة عسكر الماكر”.
وأردفت: “كانت رابعة ولا تزال يوم الشهادة، اصطفى الله تعالى لها رجالا ونساء من المؤمنين الصادقين، الذين آمنوا بسموّ دعوتهم، وقدسية رسالتهم، وأقسموا أن يعيشوا بها أعزاء، أو يموتوا في سبيلها شهداء، وأنعم بها من شهادة، وهي الحجة التي أقامها الشهداء علينا”.
وتابعت قائلة: “هي الوثيقة؛ تشهد لمن حضرها يوم القيامة بالرباط والجهاد، ومقاومة الباطل، ورفْض الظلم. ومن لم يحضر، فهاكم الطريق، ومن سار على الدرب وصل”، مشيرة إلى أن “رابعة لا تقل أهمية وتأثيرا عن محطات الصراع التاريخية”.
مخاض عنيف
وأوضحت الجماعة في بيانها أن الأمة تمر بمخاض عنيف ينبئ عن ولادة كبيرة، تولد فيها الأمة من جديد قوية فتية بإذن الله تعالى، وأضافت: “فها هي تقاوم ببسالة قوى الشر في أرجاء الأرض كلها، تقاوم الاحتلال على ثرى فلسطين، وتقاوم الظلم والاستبداد والفساد والطغيان في بلاد الربيع العربي، وتدفع أثمانا غاليا لنيل حريتها، والعيش بكرامة في أوطانها، والتخلص من التبعية والاستغلال للشرق أو للغرب”.
وزاد البيان بالقول: “إذا كانت الجولة في هذه الموجة للطغاة والجبارين، كما يبدو في ظاهر الأمر، فإن النصر حليف الأمم والشعوب في نهاية المطاف، والنصر الحقيقي في هذه المرحلة يتمثل في صمود الأمة في مواجهة الطغيان، ورفضها للظلم، ومقاومتها المستمرة للظالمين، وتمسكها بهويتها العربية والإسلامية، وحماية هذه الهوية من الذوبان في أتون الغزو الثقافي”.
وأكملت: “كما يتمثل النصر أيضا في زيادة استعداد الأمة للتضحية لنيل الحرية، وجهادها الدائم للتخلص من القيود والأغلال، ورفضها التسليم بإرادة الطغاة وسادتهم الغربيين، وزيادة وعيها بأهمية المشروع الإسلامي في مواجهة مشاريع الهيمنة الغربية، وأهميته في التحرر من الاستعمار والطغيان معا، ووعيها بأهمية هذا المشروع في إعادة بناء الأمة من جديد، على قواعد متينة من الحرية والعدالة والرحمة والتكافل والأخوة الإنسانية”.
راية النصر القادم
وأكد بيان الإخوان المسلمين، أن رابعة “ستبقى رمزا للحرية في أرجاء المعمورة أبد الدهر، وستلهم مدرسة رابعة الأجيال إلى آخر الزمان العزة والكرامة، والإنسانية والرجولة، والشرف والمروءة.
يتعلمون منها التمسك بالمبادئ، والحرص على الحقوق، ورفض الذل والخضوع، وترسم لهم صور الشجاعة والإقدام، والتضحية والفداء.. واحرصوا أن تبقى القضية حية في قلوب الناس، وابلغوا بها الآفاق، حتى يتم القصاص العادل من المجرمين، ولو بعد حين”.
وأشارت إلى أن “هذه الدماء الذكية لن تضيع هدرا، ولن تذهب هباء، وأن مدرسة رابعة ستلهم الشعب، وتذكي لهيب الثورة، وتؤجج أشواق الحرية، وتصنع فجرا جديدا سيشرق سناه على أمتنا يوما مهما طال الزمن وكثرت التضحيات”.
وأردفت: “عهدا سنظل نذكر رابعة الحلم والطريق والراية، حلم التحرر من الفساد والاستبداد والتبعية، وطريق الكفاح والجهاد والتضحية، ومقاومة الباطل، ورفض الظلم، ورفض الدنية، أو النزول على رأي الفسدة، وراية الثورة التي يجب أن يتجمع حولها الأحرار ببواعث تحررية أو نضالية أو إنسانية”.
واختتمت الجماعة بيانها بالقول: “راية النصر القادم بإذن الله، فالدماء التي تسكب في طريق الحرية لا تشربها الأرض، ولا تذروها الرياح، ولا تذهب هدرا، ولكنها تبقى دائما تغذي الحلم، وتمهد الطريق، وتنصب الراية، وتنادي الجميع بالتوحد والاصطفاف، واستكمال المسير، والصبر والمصابرة حتى يتحقق وعد الله، ويتنزل نصره على الصابرين المحتسبين، وما ذلك على الله بعزيز”.
مجزرة رابعة
كانت قوات الأمن والجيش المصري، قد قامت في 14 أغسطس 2013، بفض اعتصامي “رابعة العدوية والنهضة” بالقوة السلاح المفرطة، عقب الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي على الرئيس الراحل “محمد مرسي”، مما أسفر عن سقوط أكثر من 1100 شهيد، بالإضافة إلى آلاف المصابين، والمئات من المفقودين.
ووصفت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، المجزرة بأنها “أكبر عملية قتل للمتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث”.
م.م