زعمت دار الإفتاء المصرية رداً على سؤال ورد إليها من أحد المتابعين أنه يجوز المسح على قبور الصالحين وتقبيلها وذلك من باب التبرك.
الإفتاء تجيز المسح على قبور الصالحين
وقالت الإفتاء، في فتوى خلال موقعها الإلكتروني، إن المسح على قبور الأنبياء والصالحين وتقبيلها جائزٌ شرعًا؛ فهذا من قبيل التبرك بصاحب القبر وتعظيمه واحترامه، ولا مانع منه شرعًا؛ فهذا ما دلت عليه الأدلة، وجرى عليه عمل المسلمين عبر الأزمان والبلدان.
وأضافت الإفتاء: ذكر الخطيب ابن جملة أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يضع يده اليمنى على القبر الشريف، قال: ولا شك أن الاستغراق في المحبّة يُحمَل على الإذن في ذلك، والمقصود من ذلك كله الاحترام والتعظيم، والناس يختلف مراتبهم في ذلك، كما كانت تختلف في حياته، فأناس حين يرونه لا يملكون أنفسهم، بل يبادرون إليه، وأناس فيهم أناة يتأخرون، والكلّ محل خير، وقال الحافظ: استنبط بعضهم من مشروعية تقبيل الحجر الأسود جواز تقبيل كلّ من يستحق التعظيم من آدميّ وغيره !!
وتخالف فتوى الإفتاء، التي درجت على إصدار الفتاوى الشاذة، إجماع أهل السنة والجماعة.
الشرك الأكبر
يقول الشيخ ابن باز، أما الزيارة مشروعة زيارة القبور، للدعاء لأهلها والترحم عليهم والاستغفار لهم، النبي قال: زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة فزيارة قبور الصالحين والأخيار والأقارب والدعاء لهم والاستغفار لهم هذا قربة وطاعة.
أما التعلق بالقبور ودعاء أهلها والاستغاثة بها هذا شركًا أكبر، كونه يدعوهم: يا سيدي أغثني انصرني، أنا في جوارك، أنا في حسبك، اقض ديني أو أصلح ذريتي، أو اشف مريضي كل هذا من الشرك الأكبر هذا من دعاء غير الله، فإذا فعل هذا مع قبور الصالحين أو مع الجن أو مع الغائبين أو مع الملائكة كان شركًا أكبر نسأل الله العافية؛ لقوله جل وعلا: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:65]، وقوله جل وعلا: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، وقوله سبحانه: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ [فاطر:13]، إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر:14]، فسمى دعاءهم شركًا، وقال سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون:117].
هذا محل إجماع بين أهل السنة والجماعة ليس فيه نزاع، الذي يدعو الأموات أو يستغيث بالأموات أو بالجن أو بالملائكة أو بالأنبياء أو ما أشبه ذلك هذا كله شرك أكبر؛ لأن الأنبياء كلهم قد ماتوا ولم يبق منهم إلا عيسى مرفوع غائب في السماء.
والملائكة غائبون فلا يجوز دعاؤهم ولا الاستغاثة بهم، وهكذا الغائبون من الناس لا يدعون ولا يستغاث بهم إلا من طريق حسي كالمكاتبة، أو التلفون، يكلمه بالتلفون وهو في بلد أخرى، تقول: أقرضني كذا أو أرسل لي كذا لا بأس، مثل الحاضر إذا كلمه بالتلفون أو بالمكاتبة لا بأس كالحاضر، أما يعتقد أن هذا الغائب له سر وأنه يعلم الغيب فيخاطبه من بعيد يقول: اقض حاجتي انصرني يعتقد فيه أنه يعلم الغيب ويسمع دعاءه أو يدعو الملائكة، أو يدعو الأموات ويستغيث بالأموات، كل هذا شرك أكبر. نسأل الله العافية.
زر الذهاب إلى الأعلى