اختتم مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا أعماله، مساء أمس الأحد، على ضرورة احترام حظر السلاح، ووقف أي تدخل خارجي في النزاع القائم بالبلاد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو غوتيريش”، إن القوى الكبرى ملتزمة تماما بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة في ليبيا، وأن قادة الدول المشاركة تعهدوا في المؤتمر بعدم التدخل في الحرب الأهلية الدائرة في ليبيا، وكذلك دعم حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على البلد.
ودعا غوتيريش في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ومبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، طرفي النزاع إلى تشكيل لجنة مؤلفة من عشرة مسؤولين عسكريين، خمسة من كل طرف، من أجل تعزيز وقف إطلاق النار.
وبخصوص المجال العسكري، قال غوتيريش إن المؤتمرين اتفقوا على تشكيل لجنة عسكرية تدرس آليات مراقبة وقف إطلاق النار، وسيجري بعد أيام تعيين أعضائها من الطرفين الليبيين المتقاتليْن، ويقصد قوات حكومة الوفاق الوطني وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وقالت ميركل: “أن المجتمعون وافقوا على الاحترام التام لحظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، وسيخضع هذا الحظر لرقابة أقوى من ذي قبل”.
وتابعت: “توافقنا على احترام هذا الحظر على الأسلحة وعلى مراقبة هذا الحظر في شكل أكثر حزماً من السابق”.
كما تحدثت عن “بداية سياسية جديدة” مؤكدة أن نتائج المؤتمر تمثل خطوة من أجل دعم جهود الأمم المتحدة لإرساء السلام في ليبيا، وأعربت عن أملها في أن يلتزم السراج وحفتر بما تم الاتفاق عليه، علماً أنهما لم يشاركا على طاولة المفاوضات إنما رافقا أعمال المؤتمر من الغرف الجانبية.
كما أشارت ميركل، إلى موافقة المشاركين في المؤتمر على عدم تقديم أي دعم عسكري للأطراف المتصارعة في ليبيا، في وقت يتم فيه احترام وقف إطلاق النار والعودة للمسار السياسي.
وأكدت على أن تركيا وروسيا ومصر والإمارات على أهمية وقف إطلاق النار والهدنة، مشيرة إلى أن هذا الموقف “سهل على الأوروبيين السير في الاتجاه نفسه”.
على الجانب الآخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه “لا حوار جديا” بين طرفي النزاع في ليبيا، معتبرًا مؤتمر برلين “خطوة صغيرة” نحو التسوية في ليبيا، وأن “انعدام الثقة لا يزال سائدا” بين الطرفين.
وأضاف لافروف أن الاجتماع كان “مفيدا بشكل عام، لكن جهود الأطراف المعنية الرامية إلى إطلاق حوار جدي وبناء بين طرفي الصراع الليبي لم تنجح بعد “بسبب وجود خلافات كبيرة جدا في نهج الجانبين”.
وقال إنه سوف يتم إرسال وثيقة برلين النهائية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وسوف تحرص روسيا على أن يؤخذ رأي الليبيين في الاعتبار عند النظر فيها.
وشارك في المؤتمر 12 دولة و5 منظمات بجانب طرفي الأزمة في ليبيا، وهم: “الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، الصين، ألمانيا، تركيا، إيطاليا، مصر، الإمارات، الجزائر والكونغو، إضافة إلى الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية”.
كما تواجد في برلين وقت انعقاد المؤتمر، كل من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، المعترف بها دوليًا، فائز السراج، واللواء متقاعد خليفة حفتر، الذي تنازع قواته الحكومة على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
زر الذهاب إلى الأعلى