أعلنت منظمة الصحة العالمية مرض جدري القرود حالة طوارئ صحية عالمية أمس السبت، وأصدرت عددا من التوصيات بهدف الحد من انتشار الفيروس الذي اكتشف بالفعل في 72 دولة حتى الآن.
وسجلت المنظمة حتى الآن 14.5 ألف حالة إصابة بالمرض، خمسة منها كانت قاتلة.
جدري القرود
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم السبت إن تفشي مرض جدري القرود سريع الانتشار يمثل حالة طوارئ صحية عالمية ، وهو أعلى مستوى من التأهب لمنظمة الصحة العالمية.
وقال للصحفيين إن أعضاء لجنة الخبراء التي اجتمعت يوم الخميس لمناقشة التوصية المحتملة انقسموا بشأن القرار ، حيث عارضه تسعة أعضاء وستة لصالح الإعلان ، مما دفع تيدروس نفسه لكسر الجمود.
تفشي بين الشواذ
وقال تيدروس في إفادة إعلامية في جنيف: “على الرغم من أنني أعلن حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقًا دوليًا ، إلا أن هذا تفشي في الوقت الحالي يتركز بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال ، وخاصة أولئك الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون”.
وأضاف أن “وصمة العار والتمييز يمكن أن تكون خطيرة مثل أي فيروس”.
وقال إن خطر الإصابة بجدري القرود – الذي ينتشر عن طريق الاتصال الوثيق ويميل إلى التسبب في أعراض شبيهة بالإنفلونزا وآفات الجلد المليئة بالصديد – كان معتدلاً على مستوى العالم ، باستثناء أوروبا ، حيث اعتبرت منظمة الصحة العالمية الخطر مرتفعًا.
وقال البيت الأبيض إن الإعلان كان “دعوة للعمل من أجل المجتمع الدولي لوقف انتشار هذا الفيروس”.
كان تيدروس يؤيد عادة – في السابق – توصيات لجنة الخبراء ، لكن مصدرين قالا لرويترز في وقت سابق يوم السبت إنه ربما قرر دعم أعلى مستوى تأهب بسبب مخاوف بشأن تصاعد معدلات الحالات ونقص المعروض من اللقاحات والعلاجات.
وحتى الآن ، كان هناك أكثر من 16000 حالة إصابة بمرض جدري القرود في أكثر من 75 دولة ، وخمس حالات وفاة في إفريقيا.
انتشر المرض الفيروسي بشكل رئيسي بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال في الآونة الأخيرة ، خارج إفريقيا حيث يتوطن المرض.
رحب خبراء الصحة بقرار منظمة الصحة العالمية إصدار إعلان PHEIC ، والذي تم تطبيقه حتى الآن فقط على جائحة الفيروس التاجي والجهود الجارية للقضاء على شلل الأطفال.
قال لورانس جوستين ، الأستاذ في جامعة جورج تاون لو في واشنطن العاصمة ، إن “النتيجة الصحيحة واضحة – عدم إعلان حالة الطوارئ في هذه المرحلة سيكون فرصة تاريخية ضائعة” ، واصفًا القرار بأنه شجاع سياسيًا.
وقالت جوزي جولدينج ، رئيسة قسم الأوبئة وعلم الأوبئة في Wellcome Trust ، إن القرار يجب أن يساعد في احتواء انتشار المرض الفيروسي.
وقالت “لا يمكننا تحمل انتظار تفاقم الأمراض قبل أن نتدخل”.
وتواجه منظمة الصحة العالمية والحكومات الوطنية ضغوطًا شديدة من العلماء وخبراء الصحة العامة لاتخاذ المزيد من الإجراءات بشأن جدري القردة.
إصابة أطفال بجدري القرود
وتضخمت حالات المرض الفيروسي منذ اجتماع اللجنة لأول مرة في نهاية يونيو ، عندما كان هناك حوالي 3000 حالة إصابة فقط.
كانت إحدى القضايا الرئيسية التي تدفع إلى إعادة التقييم هي ما إذا كانت الحالات ستنتشر إلى مجموعات أخرى ، لا سيما الأطفال أو غيرهم ممن كانوا عرضة للإصابة بالفيروس في حالات تفشي المرض السابقة في البلدان الموبوءة.
حددت الولايات المتحدة يوم الجمعة أول حالتي إصابة بجدري القرود لدى الأطفال.
قال مسؤولو منظمة الصحة العالمية يوم السبت إنهم يستكشفون إمكانية انتشار الفيروس عبر طرق انتقال جديدة.
رابط تقرير رويترز
