محمد خاطر
الفضائيات العربية ومنذ نشأتها تكاثرت مثل الدود، وأصبح لدينا حوالي 1500 قناة فضائية عربية، منها 500 قناة ترفيهية، والدور الذي قامت به غالبية هذه القنوات دور مشبوه، لأنه يهدف إلى هدم وتخريب المجتمعات العربية والإسلامية، وهذا الدور يخدم المشروع الغربي الذي يعمل جاهدًا لفرض ثقافته على شعوب العالم، ويسعى من أجل الهيمنة والسيطرة على المنطقة العربية.
ما يريده الله وما يريده أتباع الشهوات
الله عز وجل يفتح لنا أبواب التوبة والمغفرة في رمضان، ويضاعف لنا الحسنات، بينما يفتح لنا أتباع الشهوات والمفسدون في الأرض أبواب الغواية والضلال، يقول تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} (سورة النساء: 27).
والله عز وجل يقول: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (سورة البقرة: 185).
ويقول أتباع الشهوات شهر رمضان الذي أُخرجت فيه المسلسلات لإضلال وإغواء الناس وإبعادهم عن القرآن في شهر القرآن!
والله عز وجل يقول: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (سورة البقرة: 185).
أتباع الشهوات يريدون بنا العنت والمشقة
والله عز وجل يفتح لنا أبواب الرحمة والمغفرة وأبواب الجنة، وأتباع الشهوات يفتحون لنا أبواب الفاحشة والرذيلة والمعاصي، ويفتحون لنا أبواب النار.
والله عز وجل يدعو إلى المحافظة على طهارة المجتمعات من الفاحشة، ويأمر بغض البصر وحفظ الفرج، يقول تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (سورة النور: 30-31).
وأتباع الشهوات يدعون إلى كشف العورات والنظر للمحرمات، يقول الله عز وجل: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (سورة البقرة: 286).
والله عز وجل يأمرنا بالتوسط والاعتدال فيقول: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} (سورة الأعراف: 31).
وأتباع الشهوات يغذون النزعة الاستهلاكية لدى أفراد المجتمع، ويروجون لما لذّ وطاب من الطعام والشراب في رمضان، ويتفننون في ذلك بشتى الأساليب.
والله عز وجل يدعونا لاغتنام الأوقات الفاضلة واكتساب الحسنات، وأتباع الشهوات يعملون جاهدين لكي يضيعوا هذه الأوقات في توافه الأمور وسفاسفها بالبرامج التافهة التي يقدمونها خلال شهر رمضان وينفقون عليها المليارات.
مخاطر الفضائيات
أولًا: بعضها يؤثر بالسلب على الدين والعقيدة من خلال التشكيك في القرآن والسنة، والطعن في الصحابة رضي الله عنهم، وهدم ثوابت الدين، وتكريس الاستبداد، وتشويه صورة العلماء والملتزمين، والمتاجرة بالدين والدعوة.
ثانيا: إضاعة الأوقات وشغل المسلمين عن أداء العبادات وعن أداء الحقوق والواجبات، وقد قيل: “من علامات المقت إضاعة الوقت”.
ثالثا: نشر الفاحشة والرذيلة من خلال العري والإيحاءات والمشاهد الجنسية، وعرض الخيانات الزوجية والعلاقات المحرمة.
رابعًا: هدم القيم وذلك من خلال تشويه صورة العلماء والمصلحين والقدوات الصالحة في المجتمع مثل: المعلم وعلماء الدين وأساتذة الجامعات والباحثين، وإظهار المتدين بصورة المتشدد والإرهابي، وإظهار المحجبات والمنتقبات بمظهر المنحرفات اللواتي يمارسن الفاحشة وجهاد النكاح!
خامسًا: إهدار أموال الأمة بإنفاق المليارات على إنتاج المسلسلات، وحصول الفنانين والفنانات على أجور خيالية وصلت إلى 60 مليون جنيه مقابل العمل في مسلسل واحد!
المخاطر التربوية للفضائيات
أولًا: المخاطر العقدية وتتمثل في الترويج للأساطير والشخصيات الخارقة، وفكرة السيطرة على كوكب الأرض وعلى الكواكب الأخرى والسيطرة على الناس.
ثانيا: تقديم قدوات منحرفة للأطفال في ثوب البطل والبطلة والنجم والنجمة، وهناك ممثل اشتهر بدور البلطجي في أعماله وقد أصبح قدوة لدى الأطفال، ناهيك عن ترديد الأغاني الفاضحة والكلمات البذيئة التي تحض على العنف وتدعو للفاحشة.
ثالثا: الانحلال والتفلت والتعود على المنكرات والعري والتدخين وشرب الخمور والعلاقات المحرمة، وإلف المعصية أشد خطرًا وأعظم ضررًا من المعصية ذاتها.
رابعًا: التقليد الأعمى والترويج للثقافة الغربية، وعرض الترف المعيشي الذي يظهر فيه المشاهير، وما يؤدي إليه من سخط على الواقع، والرغبة في تقليد ومحاكاة الآخرين في نمط عيشهم، وفي ذلك يقول ابن خلدون رحمه الله في المقدمة: “إن المغلوب مولع دائمًا بتقليد الغالب”.
خامسًا: إضاعة الأوقات في مشاهدة البرامج التافهة، والانشغال عن العبادات والطاعات وأداء الواجبات.
سادسًا: مخاطر على التحصيل الدراسي وعلى العقل والإصابة بالبلاهة والبلادة لما تستنزفه من وقت، ولما تتطلبه المشاهدة من تركيز شديد نتيجة سرعة عرض الصور والمقاطع على الشاشة.
مسؤولية الوالدين
مسؤولية الوالدين عما يشاهده الأولاد كبيرة وجسيمة، يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (سورة التحريم: 6).
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: “كُلُّكُم راعٍ، وكُلُّكُم مَسْؤولٌ عَن رَعِيَّتِه، الإِمامُ راعٍ ومَسؤولٌ عنْ رعِيَّتِه، والرَّجُلُ راعٍ في أهلِه وهو مَسْؤولٌ عن رعيَّتِهِ، والمرْأةُ راعِيةٌ في بيتِ زوجِها ومَسْؤولةٌ عن رعِيَّتِها، والخادِمُ راعٍ في مالِ سيِّدِه ومَسْؤولٌ عن رعيَّتِه. قال: وَحَسِبْتُ أنْ قدْ قال: والرَّجُلُ راعٍ في مالِ أبِيهِ ومَسْؤولٌ عن رعيَّتِه، وكُلُّكُم راعٍ ومَسْؤولٌ عن رَعِيَّتِه”. (صحيح البخاري: 893).
مسؤولية الوالدين تجاه الأولاد تتمثل في أمور منها:
أولًا: تحديد وقت للمشاهدة وتقليله قدر الإمكان، وجعله كمكافأة للطفل عند القيام بأمر مرغوب كأداء الواجبات المدرسية، أو المساعدة في أعمال البيت.
ثانيًا: حرص الوالدين على مشاهدة التلفاز مع الأطفال من أجل التوجيه وبيان المخالفات والأخطاء في البرامج التي يشاهدونها.
ثالثًا: الاشتراك في القنوات الهادفة مثل: قناة المجد للأطفال، وتطبيق هادف الذي يقدم برامج نافعة مفيدة ومتنوعة.
نقلا عن – الجزيرة نت
زر الذهاب إلى الأعلى