مصر

بي بي سي: هناك تعليمات أمنية عليا صدرت للإعلام المصري بتخفيف نبرة الهجوم على تركيا

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن هناك تعليمات عليا صدرت للإعلام المصري بتخفيف نبرة الهجوم على تركيا منذ فترة.

الهجوم على تركيا

وقالت البي بي سي في تقرير لها، أن الحديث عن تركيا بات أمراً نادراً في وسائل الإعلام المصرية في الوقت الحالي.

وجاء ذلك بعدما كانت البرامج التليفزيونية وصفحات الجرائد لا تفقد ضراوتها في الهجوم على الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، سواء سياساته الخارجية أو إدارته لشؤون بلاده حتى وإن كان الأمر متعلقاً بارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا.

وبحسب الـبي بي سي، تظهر الهدنة الحالية كرد فعل منطقي بعد الحديث عن تطبيع مرتقب في العلاقات المصرية التركية، التي ظلت متوترة طيلة السنوات الثماني الأخيرة.

وكشفت هيئة الإذاعة البريطانية، أنها تحدثت إلى بعض الصحفيين الذين يعملون في وسائل إعلام مصرية، والذين أكدوا أن هناك تعليمات وصلت بتخفيف نبرة الهجوم على تركيا منذ فترة.

وأشارت الهيئة، أن تركيا اتخذت إجراءات عدة لإثبات رغبتها الصادقة في التقارب مع مصر، من بينها تحجيم القنوات المعارضة للحكومة المصرية التي تبث من أراضيها وإقرار البرلمان التركي مذكرة حول تشكيل لجنة صداقة برلمانية مع البرلمان المصري.

كما أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن وفداً دبلوماسياً تركياً يترأسه نائب وزير الخارجية سيزور القاهرة لبحث عودة العلاقات الطبيعية مع مصر.

وفي حال نجاح تلك الزيارة التي تعد الأولى من نوعها منذ سنوات عدة، سيلتقي في وقت لاحق وزيرا خارجية البلدين تمهيداُ لإعلان إنهاء الخلاف بينهما وإعادة السفراء.

وسبق ذلك تصريحات لمسؤولين أتراك تغازل القاهرة وتتحدث عن أن العلاقات يجب أن تكون على ما يرام بين الجانبين، لكن مصر كثيراً ما صرحت أنه على تركيا أن تثبت ذلك “بالأفعال وليس بالأقوال”.

ورداً على الخطوات التركية التي تمهد لمصالحة محتملة، هنأ رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على جهود بلاده خلال رئاستها لمجموعة الثمان الإسلامية.

ما الذي تغير؟

يقول الباحث في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، بشير عبد الفتاح، لـ بي بي سي، أن تركيا باتت محاصرة وتعاني من عزلة خارجياً وداخلياً، حيث أن علاقاتها متوترة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليونان وقبرص وإسرائيل وكذلك مع المحيط الإقليمي والعربي.

وأضاف: هناك غضباً متنامياً على الصعيد الداخلي التركي ومطالبات بانتخابات رئاسية مبكرة، ولذلك يتطلع أردوغان لترميم شعبيته من خلال إحداث اختراق في علاقاته الدولية والإقليمية، وهو يظن أن مصر هي مفتاح هذا الاختراق.

من جانبه، يرى المحلل السياسي التركي، فراس رضوان أوغلو، أن المستجد هو المصالح المشتركة الجديدة، إذ أن توقيع تركيا اتفاقاً مع ليبيا حول الحدود البحرية غير تماماً من المعادلة في شرق المتوسط.

وأوضح أوغلو لبي بي سي إن هناك دلالات أخرى للتوقيت منها أن تركيا تعتبر هذا العام عاماً للدبلوماسية، وهي تحاول خلاله حل مشكلاتها مع الأطراف الدولية بعدما حققت المكاسب التي كانت تسعى إليها خلال الفترة السابقة.

ويشير مراقبون إلى أن الشرق الأوسط يشهد إعادة صياغة للعلاقات والتحالفات بين أطرافه، وتركيا بدورها كلاعب رئيسي فيه تحرص على أن تكون جزءاً من هذه العملية.

ويرى بعض الكتاب أن تجاهل اليونان وقبرص وإسرائيل لمصر في اتفاقية الربط الكهربائي أدى إلى إحداث “شرخ” في تحالف تلك الدول.

خلافات قائمة

أشار تقرير الـ بي بي سي، إلى أنه حتى لو تحسنت العلاقات بين القاهرة وأنقرة ستظل هناك نقاط خلاف بين الطرفين.

ولفت رضوان أوغلو، إلى أن الملف الليبي لن يشهد توافقاً كاملاً في الرأي، واستمرار الحوار حوله شيء مهم.

وأضاف: التوغل في إفريقيا سيكون محور تنافس بين تركيا ومصر، وكذلك المنطقة العربية وشرق المتوسط، لكن من المهم إيجاد مساحات مشتركة في كل الملفات يمكن من خلالها تجاوز النقاط الخلافية.

ويوافق السفير رخا حسن على ذلك، إذ يقول أن الخلاف سيظل قائماً في أمور كثيرة منها نظام الحكم في جزيرة قبرص، حيث تؤيد مصر قرار الأمم المتحدة لإعادة توحيد قبرص، وكذلك سوريا، التي ترى مصر أن هناك تدخلاً عسكرياً تركياً في جزء منها وأن هناك ضرورة لإنهائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى