طعن النائب العام حمادة الصاوي، بالنقض على حكم محكمة الجنايات ببراءة “هيثم” نجل الملياردير الشهير الموالي للنظام الحاكم ” كامل أبو علي” في تهمة قتل مهندسة شابة.
وأكدت النيابة العامة “تسببه خطأ في قتل فتاة بسبب إهماله ورعونته وعدم احترازه وعدم مراعاته للقوانين، وقيادته للسيارة تحت تأثير مخدر، وتعمد السير عكس الاتجاه المقرر”.
نجل الملياردير “كامل أبو علي”
وكانت نيابة البحر الأحمر، قد أمرت في نهاية يناير الماضي بإحالة المتهم “هيثم كامل أبو علي” إلى محكمة الجنايات، لاتهامه بإحراز جوهر الحشيش المخدر بقصد التعاطي.
وأكدت النيابة تسببه خطأ بإهماله ورعونته، في قتل المجني عليها “مي إسكندر إسحاق” حال قيادته سيارة تحت تأثير مُسكر ومخدر الحشيش، وتعمده السير عكس الاتجاه المقرر، وقيادته سيارة بحالة ينجم عنها الخطر.
وأقامت النيابة العامة الدليل قِبَل المتهم من شهادة خمسة شهود، وما أسفرت عنه معاينة النيابة العامة لموقع الحادث، وما ورد بتقرير قسم تحليل المواد المخدرة بمعمل مديرية الشئون الصحية بالغردقة، وما ثبت من تقرير مستشفى الغردقة العام، وإقرار المتهم في التحقيقات بتعاطيه مواد مخدرة وكُحُليَّة قَبل الحادث.
وكان شهود عيان، كشفوا أن ” هيثم كامل أبو علي”، نجل الملياردير الشهير، كان يقود سيارته بسرعة جنونية في الإتجاه المعاكس، بطريق سهل حشيش الصحراوي في الجونة، ليصدم سيارة فتاة وجهًا لوجه، ولحداثة سيارته لم يحدث له مكروه، ولكن الفتاة التي كانت تلتزم بالتعليمات المرورية وتسير في الاتجاه الصحيح، لقيت مصرعها في الحال بعد حادث الاصطدام.
وتمكن بعض المارة وأصحاب السيارات من احتجازه الشاب، لحين وصول قوات الأمن التي ألقت القبض عليه.
وكشفت تحريات المباحث عن قيادة هذا الشاب تحت تأثير المخدرات، وأن هذا الحادث هو السادس له، ولكن لثرائه ونفوذ والده يقوم بدفع مبالغ مالية كتعويض للمصابين، ويقوم باستبدال السيارة وشراء أخرى أكثر حداثة منها.
جيش من المحامين
من جانبه، قال محامي النظام، سمير صبري إن أسرة الشاب جندت جيشًا من المحامين، لإبعاد التهمة عنه كما كانت تفعل في الحوادث السابقة، كما أنها حاولت التصالح مع أسرة الضحية لإقناعها بتغيير أقواله، ولكن والدة الضحية وهي ربة منزل مصابة بالشلل، رفضت التصالح أو التنازل أو تغيير الأقوال، رغم عرض أسرة المتهم الذي وصل إلى 10 ملايين جنيه.
وأوضح أحد المصادر المقربة من “كامل أبو علي”، في تصريحات صحفية، أن ابن رجل الأعمال المعروف يعيش في سويسرا، ويقيم بها إقامة دائمة، حيث يمتلك والده عدداً من الفنادق والمشروعات هناك.
وتصادف زيارته لمدينة الغردقة وقت الحادث، حيث يزور الغردقة مرة كل ثلاثة أو أربعة شهور، وأنه من المرات القليلة التي يقود فيها سيارته بنفسه، ودائما ما يعتمد على سائق لعدم درايته بشوارع الغردقة.
وكشف مصادر، أن المهندسة تدعي «ماري إسكندر» 42 عاما وتحمل الجنسية الأمريكية بجانب جنسيتها المصرية، وتعمل مهندسة ديكور وكانت في طريقها إلى منتجع الجونة قادمة من سهل حشيش ولقيت مصرعها في الحال إثر الحادث.
وكان عمرو أديب الصحفي الموالي للنظام، حاول في برنامجه “الحكاية”، تهدئة رد فعل المواطنين الغاضب، والرد على انتقادات المغردين، قائلاً: “مافيش في مصر طرمخة على حد ابن وزير أو ابن قاضي أو ابن مذيع أو ابن ضابط كله تحت القانون”.
جاء ذلك في الوقت الذي أكد فيه رواد مواقع التواصل عن تشاؤمهم حيال ما ستسفر عنه القضية، مستحضرين قضايا مشابهة، كان فيها الانحياز للواسطة والمحسوبية، وأحدثها قضية “ابن المستشار” الشهيرة.