أصدر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، مرسومًا يقضي بإعادة فتح جامع “كاريه” بمدينة إسطنبول للعبادة، بعد أن كان يستخدم كمتحف.
ودخل المرسوم الرئاسي حيز التنفيذ إثر نشره صباح الجمعة في الجريدة الرسمية للدولة التركية.
ويقضي المرسوم بتسليم الجامع الواقع في قضاء “الفاتح”، إلى رئاسة الشؤون الدينية وإعادة فتحه للعبادة موجب القوانين ذات الصلة.
مسجد كاريه
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية التركية، حامي أقصوي، إن مسجد “كاريه” ينطبق عليه ما ينطبق على “مسجد آيا صوفيا الكبير”، مشيرًا أنه ملكية ثقافية تركية.
جاء ذلك في رد خطي لأقصوي، الجمعة، على بيان صادر من وزارة الخارجية اليونانية، بشأن فتح مسجد “كاريه” للعبادة.
وأوضح أقصوي، أن أنقرة تحافظ على الممتلكات الثقافية في إطار الحقوق والواجبات النابعة من الاتفاقيات الدولية والتقاليد السمحة الموروثة من التاريخ والثقافة التركيتين.
وأضاف: “إن تغيير وضع موقع تراثي عالمي، لا يشكل انتهاكا لاتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، المتعلقة بحماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي”.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية التركية، أن اليونان هي الدولة الأخيرة التي يحق لها أن تتكلم عن احترام الأديان، في الوقت الذي حولت فيه المساجد العثمانية على أراضيها إلى كنائس.
وأشار إلى أن اليونان، رغم الاتفاقيات الدولية، قيدت حقوق وحريات الأقلية التركية في بلادها، عبر أنواع مختلفة من الممارسات القمعية.
متحف كاريه
كان مجلس الوزراء التركي قد قرر في أغسطس من عام 1945، تخصيص الجامع لوزارة التربية الوطنية على أن يستخدم كمتحف ومستودع.
وفي نوفمبر عام 2019، قرر مجلس الدولة إلغاء القرار المذكور.
وتعد كنيسة “كارية” (kariye) الموجودة في حي أديرنة كابي التابعة لمنطقة فاتح بإسطنبول واحدة من الكنائس القليلة الباقية على قيد الحياة من العهد البيزنطي.
ويعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس الميلادي، وبعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح بقيت ككنيسة ولكن بعد 58 عاما من الفتح تم تحويلها إلى جامع من قبل الصدر الأعظم علي باشا عام 1511. وأثناء التحويل تم مسح كل اللوحات الجدارية والموزاييك عن الجدران.
و في القرن العشرين أغلق المسجد، ومع عمليات الترميم التي قام بها المعهد البيزنطي الأميركي ظهرت كل اللوحات والموزاييك إلى العلن. وفي عام 1956 تم تحويل المبنى إلى متحف كارية.
ويأتي قرار تحويل متحف كاريه إلى مسجد، بعد شهر على قرار مماثل بإقامة صلاة الجمعة في مسجد “آيا صوفيا الكبير” لأول مرة منذ 86 عاما من تحويله لمتحف.