أيدت محكمة جنايات نجع حمادي، برئاسة المستشار عثمان محمدين، أمس الثلاثاء، حكم الإعدام شنقًا على ثلاثة متهمين بخطف والشروع في قتل واغتصاب فتاة فرشوط.
فتاة فرشوط
وتعود أحداث القضية إلى أكتوبر 2018، عندما ضبطت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة فرشوط، “علي.ك.ا”، 21 عامًا، وشقيقه “محمد” 19 عامًا، و”مصطفى.ر.ع”، 22 عامًا، لاتهامهم بخطف واغتصاب “فرحة.ع.ر”، 17 عامًا، طالبة، في الزراعات وبمنزل المتهمين الأول والثاني، وإحالة المتهمين للنيابة في القضية رقم 2550 لسنة 2018 إداري مركز شرطة فرشوط.
وأكدت الفتاة، تعرضها للاغتصاب، حيث تناوب المتهمون الثلاثة الاعتداء عليها واغتصابها وتركها في حالة إعياء شديدة أقرب إلى الوفاة.
وتم ضبط المتهمين ومعاقبتهم بإحالة أوراقهم إلي فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي، ثم تأييد الحكم بالإعدام شنقًا للمتهمين الثلاثة.
وفي وقت سابق أحالت محكمة جنايات نجع حمادي، أوراق 3 متهمين باختطاف فتاة واغتصابها والشروع في قتلها إلى مفتي الجمهورية، وحددت جلسة 25 أغسطس للنطق بالحكم.
تفاصيل الواقعة
وعقب الحادثة قالت فتاة فرشوط إنها متمسكة بحقها في القضية، بالرغم من كل التهديدات التي تلقتها من أسرة المتهمين، لافتة إلى أن ما حدث لها بمثابة الموت لأنه كسر فرحتها كفتاة في مقتبل عمرها، وأن الموت كان أهون عليها مما حدث.
وتابعت: “رفضت التنازل عن حقي، كما رفضت التوكيل المقدم من والدي للتنازل عن القضية، كما رفضت أيضًا إذن الزواج المقدم من والد اثنين من المتهمين، بتزويجي لأحد أبنائه، وقرر القاضي رد الطلبين”.
وأوضحت فرحة، أنها كانت متجهة للبنك من أجل جلب الفيزا لجدتها، وجرى اختطافها من خلال سائق توك توك، وقالت: “ضربني على راسي بآلة حادة، ولم أفق إلا عندما وجدت نفسي وسط زراعات القصب، وقام سائق التوك توك بتكتيفي من ظهري بواسطة حبل، وجردني من ملابسي واغتصبني هو وزميله”.
وتابعت: “تعرضت لحالة إغماء لأنهم حاولوا خنقي واعتقدوا أنني مت، واصطحبني لمنزل مهجور ليس به أحد، وحاولت الصراخ ليساعدني أحد، وصعدت للطابق الرابع ووجدت فتاة متجهة لأخذ دروسها، وقعدت انادي عليها، وأشاور لها بأيدي، استجاب ربنا لدعائي، ورأتني الفتاة، ودخلت المنزل واستدعت جدتها لمساعدتي”.
وواصلت: “للأسف جدة الفتاة مكنتش قادرة تساعدني، وأخذت نفسها ومشيت لما عرفت هوية المغتصبين، تعرفهم وهم أصحاب نفوذ قوي في الصعيد، ولها صلات بناس مهمة، وعدتني جدة الفتاة بالمساعدة، لكن مشيت ومشفتهاش تاني”.
واستطردت بالقول: “جاء أحد المغتصبين وأخوه، وبدأوا يتفقوا مع بعضهم قدامي يعملوا إيه معايا، واحد قال ندفنها في بير البيت المهجور ده، ومحدش هيعرف حاجة لأنه بيت مهجور، وواحد تاني اقترح أنه يتهم حد تاني أنه عمل الواقعة، أو نسفرها بره المحافظة، وتقول للناس أنها كانت مسافرة، وحد تاني غيرنا اللي عمل كده، وواحد تالت قال نرميها بره”.
وواصلت: “قعدت أقول لهم حاضر وأجاريهم في الكلام، لحد ما هربت من سائق التوكتوك، ولقيت حاطط في التوكتوك كفن أبيض كانوا هيموتوني، وهربت وقعدت أجري، وارتديت عباءة وعبرت الجسر لحد ما وصلت بيت أقربائنا، اتصلوا بخالتي توجهنا لمركز الشرطة، وحررنا المحضر”.
وأشارت إلى أنها أخذت القرار بالتوجه للشرطة، كي تأخذ حقها بالقانون، “لم أذهب إلى أمي، بل ذهبت للقسم بملابسي الممزقة، برفقة خالتي، لأن والدتي كانت تعاني من وجع قدميها”.
تنازل والدها
وزادت الصدمة عند فرحة عندما ذهبت برفقة محاميها في أولى جلسات قضيتها المنظورة أمام محكمة جنايات نجع حمادي، يوم 15 ديسمبر الماضي، لترى توكيلا من والدها في يد محامي المتهمين، يعلن من خلاله التنازل عن حقها وقالت: “حسيت بصدمة.. حسيت أن حقي كله راح”.
وأوضحت فرحة أن العلاقة بينها وبين والدها لم تكن في مسارها الطبيعي، وأضافت: “أبويا بالاسم فقط”، وعندما علمت بتنازله عن حقها، أصابها الانهيار في الجلسة لتصر على أخذ حقها واستكمال إجراءاتها: “فضلت أقول أنا معرفش عنه حاجة.. وعاوزة حقي”، مما دفع القاضي إلى رفض تنازل والدها.
زر الذهاب إلى الأعلى