تقدمت أنقرة بطلب لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول) لإدراج اسم محمد دحلان مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في القائمة الحمراء، بتهمة إرسال جواسيس إلى تركيا.
محمد دحلان على قائمة الإنتربول
وجاء في الطلب التركي بإدراج محمد دحلان على قائمة الإنتربول، أنه أرسل الفلسطينييْن سامر سميح شعبان ويوسف حسن بهدف التجسس على رجال دين وناشطين في المنظمات الإنسانية من الجنسيتين الفلسطينية والمصرية.
وكانت تركيا أدرجت في ديسمبر الماضي دحلان على النشرة الحمراء للمطلوبين، بتهمة المساهمة في محاولة الانقلاب التي جرت في 15 يوليو 2016 بالمشاركة مع فتح الله غولن، ومحاولة الإطاحة بالنظام الدستوري، والإفصاح عن معلومات والتجسس الدولي.
كما رصدت جائزة بقيمة 10 ملايين ليرة تركية (1.7 مليون دولار) لمن يبلغ عنه.
واعتقل الأمن التركي في أبريل 2019 فلسطينييْن اثنين على صلة بدحلان بتهمة التجسس لصالح الإمارات.
رجل التطبيع
قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية (Le Figaro) إن القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان ظهر كواحد من الشخصيات الفلسطينية القليلة المؤيدة للتطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
إذ اتهمته قيادات من فتح بأنه لعب دورا في صياغة الاتفاق، وعمل ضد مصالح وطنه.
وأوضحت أن الرئيس السابق لأجهزة الأمن -التي كانت تتبع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات- والذي يعيش في المنفى بأبو ظبي بعد أن طرده الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يقدم نفسه على أنه “سياسي ورجل أعمال ومحسن”، إلا أنه اكتسب شهرة إقليمية شيطانية.
وقال نبيل شعث كبير المفاوضين السابق لياسر عرفات، المستشار الخاص لمحمود عباس، إن دحلان لعب دورا في صياغة الاتفاق، وأضاف أنه “عمل ضد مصالح وطنه وعليه أن يخجل من نفسه”.
شيطان غزة
دأ محمد يوسف دحلان (58 عاما) المولود في مخيم خانيونس للاجئين بقطاع غزة، حياته السياسية ناشطا في حركة “فتح”، التي كان يتزعمها في ذلك الوقت، الرئيس الراحل ياسر عرفات.
ومع تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، ترأس دحلان جهاز “الأمن الوقائي”، في قطاع غزة.
حيث اتهم باعتقال وتعذيب آلاف من عناصر المقاومة، بتهمة ممارسة العمل المقاوم ضد إسرائيل.
كما مارس “التنسيق الأمني”، مع الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
فى المقابل وجهت اتهامات لـ دحلان، بالتورط في عمليات فساد وكسب غير مشروع، من خلال استغلاله مناصبه بالسلطة الفلسطينية.
ففي عام 1997، نُشرت تقارير كشفت أن 40% من الضرائب المحصلة من رسوم معبر “كارني” التجاري الواصل بين غزة وإسرائيل، والمقدرة بمليون شيكل شهريا (أكثر من ربع مليون دولار) كانت تحول لحساب دحلان الشخصي.
وبحسب تقارير صحفية، فقد قدرت ثروته منتصف عام 2005، بـ 120 مليون دولار.
وفي العام 2004، نظّم دحلان مظاهرات مسلحة، في قطاع غزة، ضد الرئيس عرفات، للمطالبة بما تم تسميته بـ”تنفيذ إصلاحات”.
ورغم عدم إعلان فلسطين رسميا عن نتائج التحقيقات في الوفاة الغامضة، إلا أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ألمّح في 13 مارس 2014 إلى مسؤولية دحلان عن ذلك.
وأضاف عباس: من الذي وصّل السم إلى ياسر عرفات؟ خصوصا أنه بعد المظاهرات (بداية 2004) جاء (دحلان) يعتذر (لعرفات) وباس (قبّل) يده من أجل أن يغطي شيئا”.
اغتيال صلاح شحادة
وفي ذات الخطاب السابق، قال الرئيس عباس، إن المفصول دحلان، مسؤول عن اغتيال 7 من القادة الفلسطينيين، بينهم صلاح شحادة، القيادي البارز في حركة “حماس” عام 2002.
وقال عباس: “في المحاولة الأولى لاغتيال صلاح شحادة جاء دحلان وقال: صلاح شحادة سينتهي خلال دقائق.. وبعد دقائق سمع انفجار ضخم، فذهب دحلان للخارج وقال بالحرف الواحد: ابن (..) نفد (ترك) البيت قبل لحظة واحدة”.
واغتالت إسرائيل، القيادي “شحادة” في 23 يوليو 2002، بإلقاء قنبلة على المنزل الذي تواجد فيه في مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 18 فلسطينيا، بينهم 8 أطفال.
ووصفت صحيفة “لوموند” الفرنسية، في تحقيق لها عام 2017، دحلان بأنه “قلب المؤامرات السياسية والمالية في الشرق الأوسط”.
وتحدثت الصحيفة عن دوره في “تخريب ثورات الربيع العربي ومحاصرة الإسلاميين”، وأشارت إلى أن تحركاته في المنطقة تحظى بدعم “سخي ورعاية من محمد بن زايد”.
الاحتجاجات ضد محمد مرسي
وتوضح الصحيفة أن دحلان، “عمل بجد في مواجهة صعود الإخوان المسلمين الفائزين في الانتخابات التي جرت في مصر وتونس بعد انتفاضات عام 2011”.
وتضيف: “في مصر قام ابن زايد ودحلان بفعل كل ما في وسعهما لزعزعة الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، وقاما بتمويل الاحتجاجات ضدّه (..) الحرب ضد الإسلاميين مفتوحة ودحلان يساهم فيها دون هوادة”.
وذكر التحقيق أن دحلان يقوم بالعديد من المهمات في المنطقة، ومنها أنه قابل خلال السنوات الأخيرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مرات عدة.
وأوضحت الصحيفة أن دحلان يحظى بمعاملة كأنه أحد أفراد العائلة الحاكمة في الإمارات، حيث “تفتح له السفارات الإماراتية، قاعة الشرف في المطار ويستقبل بسيارات الليموزين”.
وذكرت “لوموند” في تحقيقها أن دحلان هو “أحد الفاعلين في مجال نقل الأسلحة الإماراتية لمعسكر خليفة حفتر”.
زر الذهاب إلى الأعلى