أدان خبراء في الأمم المتحدة، اعتقال، وظروف الاحتجاز غير الإنسانية، التي يتعرض لها عضو بحركة “القرآنيين” في مصر.
وأشار الخبراء إلى أن العضو هو مدرس سابق، يُدعى “رضا عبد الرحمن علي محمد”.
اختفاء قسري وتهم بالإرهاب
وأوضح الخبراء أنه في 22 أغسطس 2020، داهمت قوات الأمن الوطني منزل “رضا عبد الرحمن”، في قرية أبو حارث، واعتقلته دون إبراز مذكرة توقيف.
كما اعتقل ضباط إنفاذ القانون 12 فردًا آخرين من عائلته، وتم إطلاق سراحهم جميعًا بعد أيام قليلة، بينما تعرض “عبد الرحمن” للاختفاء القسري لمدة 46 يومًا (23 يومًا في مقر الأمن الوطني بكفر صقر، و13 يومًا في مقر الأمن الوطني في زرانج).
وأضاف الخبراء أنه في 6 أكتوبر 2020، مثل “عبد الرحمن” لأول مرة أمام نيابة كفر صقر، وتم استجوابه دون حضور محام,.
ووجهت إليه النيابة تهمة “إنشاء منظمة إرهابية، والانضمام إليها، والتخطيط لاستهداف أفراد ومنشآت تابعة للجيش والشرطة”.
كما كان محضر الاعتقال بتاريخ 4 أكتوبر 2020، وهو ليس تاريخ الاعتقال الفعلي (22 أغسطس 2020).
ظروف احتجاز سيئة
وأوضح خبراء الأمم المتحدة، أنه تم نقل “عبد الرحمن” إلى قسم شرطة كفر صقر، واحتجز في الحبس الانفرادي لمدة 4 أيام، ثم نُقل بعد ذلك إلى زنزانة صغيرة للغاية ومكتظة في نفس القسم، دون حشية لينام عليها.
وبحسب المذكرة الأممية، “أثرت ظروف الاعتقال السيئة على صحته، كما لم تأخذ إدارة مركز الشرطة طلباته للعلاج الطبي بعين الاعتبار، بل رفضت حتى تسليم زوجته الدواء، ويُسمح له فقط بالاجتماع مع زوجته لمدة 10 دقائق، خلف سياج سلكي، مرة واحدة في الشهر.
وأعرب الخبراء عن قلقهم البالغ إزاء الإبلاغ عن الاعتقال والاختفاء القسري والاحتجاز المستمر والمضايقات القضائية التي تعرض لها “رضا عبد الرحمن”، فضلاً عن الانتهاكات الجسيمة للإجراءات القانونية الواجبة التي تم الإبلاغ عنها من قبل سلطات الدولة ذات الصلة.
وعبر الخبراء عن قلقهم البالغ إزاء تجريم حقه في التعبير بحرية وعلنية عن معتقداته الدينية أو معتقداته الأخرى وحريته في ممارسة هذا الحق في المجتمع مع الآخرين.
كذلك أبدى الخبراء مخاوفهم إزاء ظروف الاحتجاز السابق للمحاكمة لـ”عبد الرحمن”، ورفض إدارة قسم شرطة كفر صقر تقديم العلاج الطبي المناسب لحالته الصحية المتدهورة، والتي تشكل جميعها انتهاكات القواعد والمبادئ الدولية لحقوق الإنسان.
مطالب أممية من مصر
وطالب خبراء الأمم المتحدة في ختام مذكرتهم، السلطات المصرية بتقديم الأسس الوقائعية والقانونية لاعتقال رضا عبد الرحمن، واحتجازه ومحاكمته، وأسباب استمرار تمديد حبسه السابق على المحاكمة.
كذلك طالبوا بتوضيح كيف تتوافق محاكمته وتجريم حقوقه في حرية الرأي والتعبير والفكر والضمير والدين أو المعتقد، وكذلك حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، مع التزامات مصر بموجب القانون الإنساني الدولي.
ودعا الخبراء مصر، لتقديم معلومات مفصلة عن التدابير المتخذة للتحقيق في قضية اختفائه القسري وما إذا كان قد بدأ تحقيقًا لتحديد المسؤولين ومقاضاتهم، ومعلومات عن أي تحقيق تم إجراؤه فيما يتعلق بظروف الاحتجاز القاسية المبلغ عنها والتي عانى منها “عبد الرحمن“.
أيضًا طلب الخبراء تقديم معلومات عن التدابير المتخذة لضمان السلامة البدنية والعقلية لـ”عبد الرحمن” أثناء احتجازه، وحصوله على الرعاية الصحية المناسبة في الوقت المناسب.
يذكر أنه من المعتقدات الرئيسية لحركة “القرآنيين”، أن “القرآن يجب أن يكون الأساس الوحيد للشريعة الإسلامية والتوجيه، وبالتالي فهو يتعارض مع السلطة الدينية للحديث الشريف، وكذلك سلطة العلماء ورجال الدين لتحديد وتفسير نطاق التعاليم القرآنية”.
زر الذهاب إلى الأعلى