رويترز تكشف عن آلاف الوثائق السرية الخاصة بوحدة تجسس إماراتية

كشفت وكالة رويترز للأنباء، الثلاثاء، عن استعانة دولة الإمارات العربية المتحدة، بموظفين سابقين في وكالة الأمن القومي الأميركي، لصنع برنامج تجسس يستهدف مسؤولين وإعلاميين ونشطاء، من عدة دول.
وقالت رويترز، أنه تم فحص أكثر من عشرة آلاف وثيقة خاصة بوحدة التجسس السرية للإماراتية، حيث ساعد في بنائها المنسق السابق للأمن القومي الأمريكي ريتشارد كلارك.
وأضافت الوكالة، أنّ السلطات الفيدرالية الأميركية تحقق في المشروع الاستخباري الإماراتي، موضحة أنه تم من خلاله اختراق عناوين البريد الإلكتروني في “غوغل” و”هوتميل” و”ياهو”.
وكشفت الوثائق، إن “ريتشارد كلارك”، ساعد الإمارات في بناء الوحدة السرية المعروفة اختصاراً بـ”دراد” قبل أن يطلق عليها اسم برنامج “رافن”، والتي انطلق عملها عام 2008 تحت اسم “قسم التطوير والاستغلال والأبحاث”.
وأن الوحدة أجرت عشرات اللقاءات مع متعاقدين وعملاء مخابرات سابقين وموظفين في حكومات سابقة مطلعين على الوثائق الخاصة بالمشروع الذي أداره كلارك منذ عام 2008، وعارفين لخططه وأهدافه.
كان ريتشارد كلارك وقتها، يرأس عمليات مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض في عهد الرئيس بوش الابن.
وقالت الوثائق، أن كان كلارك قد حذر الكونغرس في الأعوام التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر، من أن الولايات المتحدة تحتاج إلى المزيد من عمليات التجسس الموسعة لمنع وقوع كارثة أخرى.
وبعد خمس سنوات من مغادرته الحكومة، قام بنقل فكرته إلى الشريك الثري في الخليج العربي، دولة الإمارات.
وأوضحت رويترز أنه في عام 2008 توجه كلارك إلى الإمارات ليقود عملية إنشاء منظومة قادرة على مراقبة الإنترنت للمساعدة في رصد التهديدات ضد هذه الدولة الصغيرة.
وبحسب رويترز، وسعت هذه الوحدة بحثها إلى أبعد من المتطرفين المشتبه فيهم لتشمل ناشطة سعودية في مجال حقوق المرأة، ودبلوماسيات في الأمم المتحدة وموظفين في الاتحاد العالمي لكرة القدم (فيفا).
ليصبح ذلك بحلول عام 2012، برنامجا معروفا بين عملائه الأمريكيين باسم “Project Raven” (مشروع ريفين).
ونقلت رويترز، أنه بعد موجة الربيع العربي في 2011، ساورالمسؤولين الأمنيين الإماراتيين المخاوف من أن تجتاح الانتفاضة بلادهم ليشرعوا حينها في نقل نشاطهم من مواجهة التهديد الإرهابي إلى مستوى آخر، أطلقت عليه أبو ظبي “أهداف الأمن القومي”،.
وأنهم بدأوا في حملة قمع موسعة استهدفت المعارضين، وغيرهم ممن رأت أنهم يشكلون تهديداً سياسياً لها.
وبين 2012 و2015، عهد إلى مجموعات مستقلة القيام بالتجسس على الحكومات التي تعتبرها الإمارات معادية لها، لينتقل البرنامج من مكافحة الإرهاب إلى التجسس على الخصوم الجيوسياسيين.
وأكدت رويتر، أن وحدة التجسس الإماراتية استهدفت عام 2014 مئات المسؤولين القطريين، وكلف حينها البرنامج بزيادة عمليات التسلل إلى حكومات أجنبية في الشرق الأوسط مثل إيران وقطر.
وأوردت الوكالة، أن المشاركين في برنامج “دريد” استهدفوا مديرين في الفيفا، بعد فوز قطر بحق تنظيم كأس العالم في 2022، وكل شخص له أي علاقة بتنظيم قطر للعرس الكروي العالمي.
واعتمد البرنامج في الأساس الحصول على أي معلومات أو معطيات تخص حصول قطر على حق تنظيم كأس العالم، بهدف العمل على تسريب تلك المعطيات وإعطاء صورة سلبية عنها.
وأكدت “رويترز” أنّ الادعاءات بأنّ قطر قدمت رشى للمسؤولين في الفيفا، مقابل حصولها على حق تنظيم كأس العالم، بدأت تظهر في التقارير الإعلامية منذ 2014.
وأضافت الوكالة، أن وحدة التجسس الإماراتية طورت عام 2017 وسيلة تجسس عن بعد بغرض اختراق الهواتف المحمولة لشخصيات إعلامية وقادة بينهم أمير دولة قطر.