لا زالت تحقيقات مقتل ريجيني تلقي بظلالها على الصفقة العسكرية مع إيطاليا، إذ قال وزير الخارجية الإيطالي يوم الأربعاء إن بلاده لم توافق بعد على بيع سفينتين حربيتين، صنعتهما شركة فينكانتيري لبناء السفن، إلى مصر مشيراً إلى أن الحكومة ما زالت تدرس الاعتبارات السياسية وتحلل الاتفاق، بحسب أنباء رويترز.
وكانت شائعات بشأن موافقة روما على البيع قد أثارت انتقادات في إيطاليا وعبّر أعضاء في الحكومة عن مخاوفهم بخصوص سجل حقوق الإنسان في مصر، لا سيما بعد تعذيب ومقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة عام 2016.
بيع سفينتين حربيتين إيطاليتين لمصر
ورداً على أسئلة خلال جلسة استماع برلمانية، عن بيع سفينتين حربيتين إيطاليتين لمصر، قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو إن مصر ”محاور سياسي مهم في منطقة البحر الأبيض المتوسط“. وأضاف أن روما تنتظر إحراز تقدم في التحقيق الخاص بمقتل ريجيني.
وفي ذات الوقت تجري الحكومة تحليلاً فنياً وقانونياً للإتفاق مع شركة فينكانتيري بغية تطبيق القواعد الوطنية والعالمية.
وتفيد تقارير صحفية بأن قيمة بيع السفينتين، اللتين بُنيتا أصلا للبحرية الإيطالية، قد تبلغ نحو 1.2 مليار يورو (1.4 مليار دولار).
صفقة القرن
كانت الحكومة الإيطالية قد بدأت الاستعداد لتوقيع أضخم صفقة عسكرية مع مصر، التي تعاني من تراكم الديون، تتضمن فرقاطات ولانشات صواريخ، بالإضافة إلى مقاتلات من طراز “يوروفايتر تايفون”، وقالت تقارير إن الصفقة يبدو أنها ثمن صمت روما على مقتل طالب الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني، الذي قتل تحت التعذيب المروع فى القاهره ، شتاء 2016.
وأوضح موقع “نيفال نيوز” الدولي المتخصص في الشؤون العسكرية، أن صفقة السلاح الإيطالية الضخمة لمصر، تقدر بـ 10 مليارات دولار، و تتضمن :
فرقاطتين من طراز “فريم بيرجاميني” اللتين كانتا مخصصتين للبحرية الإيطالية.
4 فرقاطات أخريات سيتم بناؤها خصيصا لمصر”.
24 مقاتلة من طراز “يوروفايتر تايفون” متعددة المهام.
24 طائرة إيرماكي “إم- 346” للقتال الخفيف والتدريب المتقدم.
قمر للاستطلاع و التصوير الراداري.
ونقلت جريدة “لا ريبوبليكا” المحلية عن رئاسة الوزراء الإيطالية قولها، إنه “رغم الكثير من الصعوبات والمعوقات، ومن ضمنها مسألة مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، إلا أن تلك الصفقة تعد بمثابة صفقة القرن”.
وفي فبراير، قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي ماريو إن الحكومة الإيطالية لم تتخذ قرارها النهائي بشأن الصفقة المصرية بعد، لكنه ألمح إلى موافقة الحكومة لقطع الطريق على الجانب الفرنسي المنافس، الذي لن يفوت الفرصة في حال عدم إتمام الصفقة مع مصر.
جوليو ريجيني
وبخلاف صفقة السلاح الإيطالية لمصر، تشهد العلاقة بين القاهرة وروما، علاقات متوترة، منذ مقتل ريجيني.
ويشير حجم الصفقة ربما إلى وزن قتلة ريجيني، والذي قالت مصادر أن إبن السيسي نفسه ـ ضابط كبير فى جهاز المخابرات ـ هو أحدهم.
وأصبحت مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة، من أكبر مستوردي السلاح في العالم، وذلك وفقاً لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “سيبري” .
وعادة ما يلجأ الرئيس المصري لشراء السلاح، لتخفيف حدة التوتر مع العواصم الكبرى، وشراء مواقف ودعم الدول الغربية، على الرغم من اقتراب ديون مصر الخارجية من حاجز الـ 120 مليار دولار.
زر الذهاب إلى الأعلى