وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إن زلزالا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، على عمق 7 كيلومترات فجر اليوم. في حين أفاد المعهد الأميركي للزلازل بأن قوة الهزة الرئيسية بلغت 7.8 درجات.
واستمر الزلزال في كهرمان مرعش نحو دقيقة وتسبب في دمار عشرات المباني وفي حريق ضخم، وقد وثّقت مقاطع مصورة نُشرت على منصات التواصل تلك الأضرار.
وأصاب الزلزال ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض.
من جانبه، أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان إن عدد القتلى بلغ 912 في حصيلة غير نهائية، مشيراً إلى إصابة 5385 جريحاً على الأقل.
وأشار إردوغان إلى انهيار 2818 مبنى، ما يثير مخاوف من ارتفاع حصيلة القتلى، في الوقت الذي سقط فيه مئات القتلى في سوريا المجاورة.
ولفت أردوغان إلى أن زلزال مرعش الذي وقع فجر اليوم، يعد “أكبر كارثة شهدتها البلاد منذ زلزال أرزينجان عام 1939”.
وقال: “دولتنا تحركت عبر كافة مؤسساتها على الفور منذ لحظة وقوع الزلزال وولايتنا استنفرت كل إمكانياتها”.
الزلزال يدمر شمال سوريا
وفي سوريا، ضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة. وشعر بالزلزال سكان في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض المناطق في مصر.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أسقطت مبانٍ بشكل كامل وجزئي في 58 قرية وبلدة ومدينة في سورية غالبيتها ضمن مناطق شمال غرب سوريا، منها اللاذقية وحماة وحلب ضمن مناطق نفوذ النظام ومارع والباب وإعزاز وجنديرس، وسرمدا ومعرة مصرين ودركوش وحارم وعزمارين وزردنا وسلقين ورام حمدان وجسر الشغور.
كما تسبب بأضرار في عموم مناطق شمال غرب سوريا، في حين لا تزال فرق الإنقاذ تعمل على البحث عن عالقين تحت عشرات المباني المدمرة.
وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الجهات الدولية بالتدخل الفوري لإنقاذ المصابين والوقوف على الكارثة الإنسانية، في ظل ضعف فرق الإنقاذ السورية.
في الوقت نفسه، دعا التلفزيون الرسمي السوري المواطنين إلى المساعدة في نقل الضحايا إلى المستشفيات في سياراتهم.
وقال مسؤول صحي في محافظة حلب التي تضررت بشدة في سوريا لرويترز إن بعض السكان ما زالوا تحت الأنقاض وإن الجرحى يتدفقون على المستشفيات على شكل موجات.
ومند قليل أعلنت وكالة الأنباء السورية، أن زلزال جديد ضرب دمشق واللاذقية ومحافظات سوريا أخرى، في الساعة 1:25 ظهر اليوم الاثنين.
انهيار مراسل الجزيرة
كان مراسل الجزيرة مباشر في سوريا “علاء اليوسف” قد انخرط في البكاء وهو ينقل المشاهد من أمام أحد الأبنية التي دمرها الزلزال اليوم الاثنين.
وتعرض مراسل الجزيرة مباشر لانهيار عصبي، أثناء نقله لمشاهد الدمار من أمام أحد الأبنية في أطمة لاسيما بعدما بُلِّغ بفقدان عدد من أهله جراء الزلزال.
وتطلبت حالة اليوسف النقل إلى المستشفى لكن أعداد الضحايا الكبيرة التي اكتظت بها المستشفيات حالت دون إيجاد مكان لعلاجه.
وقال مراسل الجزيرة مباشر من أمام أحد المباني المدمرة في أطمة، إن عشرات القتلى ومئات الجرحى تحت الأنقاض في المبنى الذي انهار نتيجة الزلزال.
وأكد أن هذه المناطق “منكوبة بامتياز” وبكى وقال “لم نعد نتحمل ونحن من كارثة إلى كارثة” في إشارة إلى ما يعانيه السكان في هذه المناطق من أوضاع إنسانية موجودة أصلًا جراء برد الشتاء وسط انعدام مقومات الحياة.
وكشف المراسل أنهم وأثناء قدومهم من الساحل السوري لتغطية الزلزال، شاهدوا أبنية مدمرة بشكل كامل وأطفالا يصرخون تحت الأنقاض، وأضاف متحسرًا “هذا هو الوضع هنا”.