أكد وزير الخارجية، سامح شكري، أن مصر لديها الثقة في أن “الملء الثاني لسد النهضة لا يؤثر عليها، لكن في جميع الأحوال فإن الأمر المحسوم هو وقوع الضرر الذي يتطلب تحركا من مصر”.
وقال شكري، في حوار مع برنامج “بالورقة والقلم”، على قناة “TEN”، إن “مصر لديها ثقة في أن الملء الثاني لن يضر بمصالحها المائية، مضيفاً: “لدينا رصيد كاف من المياه في خزان السد العالي، ويمكننا التعامل مع الأمر من خلال الإجراءات المحكمة لإدارة مواردنا المائية”.
ملء سد النهضة
وأوضح وزير الخارجية، أن مصر بانتظار دعوة من رئاسة الاتحاد الأفريقي لعقد مكتب الاتحاد بحضور الأطراف لاتخاذ قرار يؤدي إلى إعطاء فرصة أخرى للعملية التفاوضية بإطار جديد بمشاركة أكثر فعالية من جانب المراقبين الدوليين، بشكل يساهم في تقريب وجهات النظر لوضع الحلول التي تيسر من التوصل إلى اتفاق.
وتابع: “الأحاديث الثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناولت أزمة سد النهضة، باعتبارها قضية وجودية بالنسبة لمصر”.
وأكد شكري أن هناك ضرورة لتكاتف الجهود الدولية لإقناع الإثيوبيين بضرورة التوصل إلى اتفاق بخصوص سد النهضة.
وأشار إلى أن المبعوث الأمريكي لديه خبرة بحكم المناصب التي شغلها تجعله قادرا على التفاعل حول هذا الملف بشكل سريع، ونسعى للوصول لاتفاق منعًا لتأزم العلاقة مع الأشقاء في إثيوبيا والتصعيد المترتب على ذلك.
وأكد أنه حال اتخاذ أي إجراءات أحادية بشكل غير مسؤول من جانب إثيوبيا بما يؤثر على دولتي المصب لن ندخر جهدًا في الدفاع عن مصالحنا المائية للحفاظ على هذه المصالح وضمانها.
في الوقت نفسه، أعلن وزير المياه والري الإثيوبي “سليشي بقلي”، اليوم الأربعاء، إتمام بناء أكثر من 80% من سد النهضة، المتنازع عليه مع مصر والسودان.
وأكد “بقلي” أن أعمال البناء في السد تسير وفق الخطة الموضوعة وبصورة جيدة.
وتصر إثيوبيا على الالتزام بمواعيد الملء في يوليو المقبل، بينما تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل.
وفشلت حتى اليوم كل جولات المفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا في التوصل لاتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد، كما فشل الاتحاد الأفريقي على مدى ثلاث دورات، برئاسة كل من مصر وجنوب أفريقيا والكونغو على التوالي، في دفع الدول الثلاث لإبرام اتفاق.