كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الجيش الأمريكي أخفى شنه هجمات جوية في سوريا قتل فيها 64 امرأة وطفلاً.
طائرات أمريكية قتلت 64 امرأة وطفلاً
وبحسب التقرير، نُفذت الهجمات في 2019 قرب بلدة الباروز بناء على طلب وحدة أمريكية سرية للعمليات الخاصة، والتي نفذت عمليات برية في سوريا أثناء الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
وحلقت طائرة مسيرة للجيش الأمريكي في 18 مايو 2019 عالياً فوق منطقة ترابية قرب الباروز في شرق سوريا، و بحثت عن أهداف عسكرية، لكنها رصدت تجمع أعداد كبيرة من النساء والأطفال على ضفة الفرات.
حينها ظهرت طائرة حربية أمريكية من نوع اف15 وألقت قنبلة بوزن 227 كغم على تجمع النساء والأطفال. وألقت طائرة حربية أخرى كانت تراقبهم قنبلة أخرى بوزن 907 كغم وقتلت معظم الناجين أثناء فرارهم.
من فعل هذا ؟؟
وأضافت الصحيفة أنه في غرفة عمليات الجيش الأمريكي بالقاعدة الجوية في قطر، كان رجال الجيش الذين يشاهدون الصور التي بثتها الطائرة المسيرة قلقين. وتساءلوا من فعل هذا؟ وكتب أحد رجال الجيش في خانة الدردشة الداخلية، “أسقطنا في هذه الأثناء 50 امرأة وطفلاً”.
وبحسب الصحيفة لم يجرِ الجيش الأمريكي تحقيقاً داخلياً في الهجمات الجوية في سوريا عام 2019، رغم أن مستشاراً قانونياً في سلاح الجو الأمريكي، الذي حضر في مركز العمليات أثناء الهجوم، قال أعتقد أن جرائم حرب قد ارتكبت.
وزعم البيان الذي نشرته قيادة المنطقة الوسطى للولايات المتحدة أن 80 شخصاً قتلوا في هجومين في سوريا في 2019، من بينهم 16 مقاتلاً في “داعش” و4 مدنيين. وبحسب الجيش، من غير الواضح ما إذا كان القتلى الآخرون من المدنيين؛ لأن هناك نساء وأطفالاً شاركوا في القتال.
التحقيق في الهجوم
وقال الجيش الأمريكي إنهم “يشمئزون من فقدان حياة أبرياء ويتخذون جميع الوسائل الممكنة لمنع ذلك. في هذه الحالة، أبلغنا بأنفسنا وحققنا في الهجوم حسب الدلائل التي في أيدينا، ونتحمل المسؤولية الكاملة عن فقدان حياة غير متعمد”.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” لم يجرِ الجيش أو الإدارة عملياً بشكل عام تحقيقاً جذرياً وذاتياً.
استندت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقريرها إلى وثائق سرية وصلت إليها وإلى ما وصفته تقارير سرية، واستندت أيضاً إلى مقابلات مع أشخاص كانوا مشاركين مباشرة في الهجوم.
وكشفت الصحيفة أن “شخصيات رفيعة في الجيش الأمريكي أخفت الهجوم بشكل متعمد ومنهجي” و تم إدخال تسجيلات كاذبة إلى يوميات الهجمات، “بصورة من الواضح أنها هدفت إلى إخفاء الأحداث”. رغم اعتبار عدد القتلى “مرتفعاً بدرجة مخيفة” .
وبحسب ضباط، فإن مسيرات الجيش مسحت معسكر التنظيم الباقي على امتداد كيلو متر مربع، و عرفوا كل ما يحدث في المعسكر، بما في ذلك التحركات اليومية لمجموعات النساء والأطفال الذين تجمعوا للأكل والصلاة والنوم قرب ضفة النهر.
هجوم غير مبرر
وأظهرت الصور شخصان أو ثلاثة أشخاص وليس 16 شخصاً، كانوا يتجولون قرب التجمع. ويحملون بنادق، لكن لم يكن يبدو أن أعمالهم بررت هجوماً جوياً قاتلاً. خاصة ً أن رجال الجيش كتبوا بأنهم لاحظوا نساء وأطفالاً وشخصاً يحمل السلاح، لكنهم لم يذكروا أي نشاطات حربية.
وحسب الجيش الأمريكي، فإن قائد في الميدان استدعى القصف من الجو. كان من بين القتلى 64 امرأة وطفلاً، لم يكونوا في تلك اللحظة يعلمون بأي نشاط إرهابي أو بهجوم ضد أهداف للمتمردين السوريين.
زر الذهاب إلى الأعلى