قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن سكان العوامات في مصر، مجبرون على المغادرة دون سابق إنذار ودون تعويض.
سلطت الصحيفة في تقرير لها، الضوء على القرار الحكومي بإزالة العوامات السكنية على ضفاف نهر النيل في محافظة الجيزة، وتهجير سكانها منها بدعوى التطوير.
ويؤكد السكان أنهم مجبرون على ترك بيوتهم دون سابق إنذار دون حتى أي تعويض.
إزالة العوامات النيلية في مصر
وأوضح التقرير، أن إزالة العوامات النيلية التي لها حضور راسخ في الثقافة المصرية وظهرت في العديد من الكتب والأفلام الشهيرة، يعد “جزءًا من تغييرات أكبر في المدينة”.
وقالت: “يخشى الكثيرون من تدمير التراث أو المساحات الخضراء بدعوى التنمية، حيث يتم إنشاء طريق سريع رئيسي يهدف إلى تسهيل حركة المرور في العاصمة المزدحمة سوف يمر عبر مقبرة تاريخية تحميها اليونسكو”.
وأشار تقرير الصحيفة، أن منافذ الطعام ومحطات الوقود تبتلع المساحات الخضراء النادرة في مدينة يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة تعاني بالفعل من نقص حاد في الحدائق العامة.
وأضاف التقرير: ” مصر تمر بحملة بنية تحتية ضخمة في عهد السيسي، والجيش مسؤول عن معظم هذه المشاريع، والتي تشمل الجسور والمرافق العقارات، حتى العاصمة الجديدة”.
وتابع: “بينما يستجيب العديد من المشاريع للاحتياجات الحقيقية بعد عقود من نقص الاستثمار، إلا أن عملية صنع القرار من أعلى إلى أسفل وعدم وجود استشارة عامة تثير قلق أولئك الذين تتأثر حياتهم بشكل مباشر”.
طرد السكان دون سابق إنذار
ويقول سكان العائمات إنهم أُجبروا على المغادرة دون سابق إنذار ودون تعويض، وقال أيمن أنور رئيس الإدارة المركزية لحماية النيل، في تصريحات تليفزيونية الأسبوع الماضي، إنه تم اتخاذ قرار في عام 2020 بعدم وجود منازل سكنية على النيل.
وأضاف: “المراكب السكنية مثل السيارات المتهالكة منذ عام 1978 التي ألغت سلطات المرور تراخيصها، السكان ليست لديهم تصاريح إرساء أو تراخيص، لكنهم يصرون على مواجهة الدولة، وهذا ما لن يسمح به”.
ومع ذلك، يقول أصحاب العائمات إنهم لم يتم إخبارهم بقرار عام 2020 حتى الآن، وإن السلطات ترفض قبول أموالهم أو منحهم التراخيص بعد أن ذهبوا إلى المحكمة للاعتراض على زيادة هائلة في رسوم الإرساء في عام 2017.
وأشارت فايننشيال تايمز،إلى أن للعائمات السكنية حضور طويل الأمد في الثقافة المصرية، حيث دارت أحداث فيلم ورواية “ثرثرة فوق النيل” – وهي واحدة من أشهر روايات الكاتب الراحل نجيب محفوظ، الحائز على جائزة نوبل الذي عاش ذات مرة في منزل عائم – في إحدى هذه العائمات أيضا.
ونقلت عن ياسمين ضرغامي ، ناشرة “راوي” ، وهي دورية مصرية تراثية: “إن هذه العائمات وسكانها يمثلون جزءًا مهمًا من تاريخ مصر الحديث، لكن أشياء مثل هذه – التي تتمتع بسحر هادئ ولكنها لا تكسب المال – يتم طمسها لإفساح المجال للأعمال التجارية”.
زر الذهاب إلى الأعلى