مصر

مصر تحجب ديسكلوز .. وفرنسا ساعدت مصر فى اعتقال وتعذيب معارضين

حجبت السلطات المصرية موقع “ديسكلوز” الاستقصائي بعد ساعات من نشره تحقيقاً عن تورط فرنسا بمساعدة مصر استخباراتياً فى قتل 40 ألف شخص على الحدود الليبية، معظمهم مهربي سجائر.

مصر تحجب ديسكلوز

ووصل الموقع إلى الحلقة الرابعة، من نشر سلسلة أسراره تحت اسم”أوراق مصر”، وكشف في تقرير جديد عن أن شركة الأسلحة الفرنسية العملاقة “داسو”، التابعة لشركة تاليس وشركة نيكسا تكنولوجيز، باعت “نظام مراقبة جماعية للدكتاتور السيسي، بمباركة الدولة الفرنسي.

اعتقال وتعذيب معارضين

وأجرى الموقع مقابلة مع الشاب المصري أحمد علاء، الذي سجن دون أي شكل من أشكال المحاكمة، في 2017، واتهمه النظام بنشر صورة له على الإنترنت تحت علم قوس قزح، رمز “مجتمع المثليين”.

وبعد 80 يوماً من الاعتقال، أطلق سراحه دون مزيد من التوضيح، وكان مريضاً بدنياً ونفسياً، فحزم حقائبه وهرب من البلاد إلى تورنتو في كندا، حيث التقاه “ديسكلوز” للتحدث طويلاً.

ويقول الشاب: “عندما اعتقلتني الشرطة، سرعان ما أدركت أنه جرى التنصت على هاتفي، وأن نشاطي على الشبكات الاجتماعية يخضع لمراقبة. لا أحد يستطيع الهروب منهم”.

وقال الموقع إن “المعارضين السياسيين والصحافيين وقادة المنظمات غير الحكومية والمثليين والمضربين، وكل أولئك الذين لا يفكرون أو يعيشون وفقاً لمبادئ النظام العسكري، تعرضوا على مدار السنوات الخمس الماضية، لخطر السجن. ضمن ما يقرب من 65000 معارض يقبعون في سجون النظام، فيما “اختفى” 3000 آخرون بعد اعتقالهم، بحسب وزارة الخارجية الأميركية”.

شركات التجسس الثلاث

وأضاف الموقع أن “القمع غير المسبوق للمجتمع المدني المصري سهّله نظام مراقبة سيبراني ضخم أقامته ثلاث شركات فرنسية، بموافقة ضمنية من السلطات هي:

  •  نيكسا تكنولوجيز، يديرها مؤسسو شركة أميسيس Amesys.

  • Ercom-Suneris، وهي شركة تابعة لشركة Thales منذ عام 2019، معروفة بأنها مسؤولة عن أمن أحد هواتف إيمانويل ماكرون المحمولة.

  • داسو سيستم Dassault Systèmes، الفرع التكنولوجي لشركة صناعة الأسلحة الفرنسية الثقيلة والمصنعة لطائرة رافال التي باعتها لمصر”.

ووفقاً لمعلومات الموقع، وضعت الإمارات 150 مليون يورو على الطاولة في عام 2013 لتزويد المشير السيسي بالعنصر المفقود لترسانته القمعية، وهو “التجسس الرقمي””.

وأضاف تقرير ديسكلوز أن مصر قامت أيضًا ببناء خادم بيانات (Server) عملاق بالتعاون مع شركة DataDirect Networks الأمريكية، واشترت أجهزة كمبيوتر Dell جديدة، وسيطرت على حركة المرور من كابلات الإنترنت البحرية التي تربط البلاد بأوروبا من أجل تحليل البيانات.

غض الطرف عن القمع

وقال التقرير في 14 نوفمبر 2013، أرسل المستشارون العسكريون للحكومة الفرنسية مذكرة إلى مديرية التعاون الأمني والدفاع في وزارة الخارجية أكدوا فيها على الفرص التجارية مع مصر، قائلين: «لبيع الأسلحة عليك أن تغض النظر عن قمع النظام السياسي».

وأشار التقرير التقرير إلى أن المهندس الرئيسي لهذه الدبلوماسية السرية كان جان إيف لودريان، وزير الدفاع في حكومة الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، ووزير الخارجية الحالي.

وأثمرت جهود بيع الاسلحة المتجول بين عامي 2014 و2015، توقيع عقودًا لتوريد أربع طرادات وفرقاطتين بحريتين، بالإضافة إلى طائرات رافال، وجاءت قيمة تلك العقود بالمليارات من اليورو، ليتجاوز في ذلك صلاحيات الدبلوماسيين ووزير الخارجية حينها، لوران فابيوس.

وضرب الموقع مثلًا باجتماع يوم 26 مايو 2016 والذي كان مخصصًا لبحث طلب بيع 25 ناقلة جند مصفحة مزودة بأبراج للمدافع بقيمة 34.4 مليون يورو. فقد عارضت وزارة الخارجية طلب التصدير، بسبب الخوف من استخدام المدرعات في القمع الداخلي، غير أن مكتب وزير الدفاع تجاهل تلك المخاوف، وأكد أن تلك المدرعات مخصصات للوحدات المنتشرة في سيناء وتساهم في الحرب على الإرهاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى