مصر تحيل ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن الدولي

دعت مصر مجلس الأمن الدولي إلى التدخل في قضية سد النهضة الإثيوبي، بعد تعنت أديس أبابا في التوصل إلى اتفاق يحافظ على إمداداتها المائية.

 مصر تحيل ملف سد النهضة

 وقدمت مصر إلى مجلس الأمن طلبا “دعته فيه إلى التدخّل من أجل تأكيد أهمية مواصلة الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) التفاوض بحسن نية، تنفيذًا لالتزاماتها وفق قواعد القانون الدولي من أجل التوصل إلى حل عادل ومتوازن لقضية سد النهضة الإثيوبي”، حسب بيان للخارجية المصرية.

 يأتي ذلك في وقت تتعثر فيه المفاوضات بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، إذ فشلت في التوصل إلى اتفاق فيما بينها، ولا سيما على آلية تقاسم المياه، وبعد إعلان إثيوبيا أنها ستبدأ في تخزين المياه خلال أيام، حتى بدون التوصل لاتفاق.

 وأضاف البيان أن مصر اتخذت هذا القرار في ضوء “تعثّر المفاوضات التي جرت مؤخرًا حول سد النهضة، نتيجة للمواقف الإثيوبية غير الإيجابية، وعدم توفر الإرادة السياسيّة لدى إثيوبيا وإصرارها على المضي في ملء سد النهضة بشكل أحادي”.

 وكان السودان قد اقترح إحالة المفاوضات مع مصر وإثيوبيا حول سد النهضة إلى رؤساء وزراء الدول الثلاث بعد ما لم يتم تحقيق تقدم في الجولة الأخيرة من المحادثات.

 وتقول إثيوبيا: إن الكهرباء المتوقع توليدها من سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنمية البلد البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة.

 لكنّ مصر تقول: إن السد يهدد تدفق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق، مع آثار مدمرة على اقتصادها ومواردها المائية والغذائية.

 سد النهضة

وبدأت إثيوبيا في بناء السد عام 2011، ومع الانتهاء منه سيصبح أكبر سد هيدروكهربائي في إفريقيا.

ويوفر النيل 90 % من مياه الشرب والري التي تحتاجها مصر، البالغ عدد سكانها 100 مليون نسمة. وحذّرت مجموعة الأزمات الدولية، ومقرها بروكسل من أنه في حال عدم التوصل لاتفاق خلال الأسابيع المقبلة سيؤدي ذلك “لتصاعد التوترات بين الدول الثلاث، ما يزيد صعوبة توصلها لتسوية”.

 وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد وقع مع إثيوبيا والسودان اتفاقًا إطاريًّا في 2015، يعترف بحق أديس أبابا في بناء السد، لكنه لم يضع إطارًا لملئه.

 وبالتزامن مع قرار مصر إحالة ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مداخلة هاتفية مع عمرو أديب عبر برنامج الحكاية: إن تصريحات وزير الخارجية الأثيوبي التي قال فيها: إن بلاده ستبدأ في ملء السد سواء بموافقة أو عدم موافقة مصر غير لائقة، مشيرًا إلى أن مصر لا تسعى إلى أي تصعيد.