استدعت وزارة الخارجية المصرية، مساء أمس الأربعاء، القائم بالأعمال الإثيوبي بالقاهرة، وذلك لتقديم توضيحات حول ما نُقل من تصريحات للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية يتطرق فيها إلى الشأن الداخلي المصري.
ورجعت الخارجية المصرية، الاستدعاء بهدف “تقديم توضيحات حول ما نُقل من تصريحات للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية (دينا مفتي) يتطرق فيها إلى الشأن الداخلي المصري”.
ولم تقدم الخارجية المصرية تفاصيل عن تلك التصريحات، لكن موقع “الشرق بلومبرج” نقل عن مصدر دبلوماسي مصري، قوله إن سبب غضب مصر هي تلك التصريحات المنسوبة للمتحدث باسم الخارجية الإثيوبية “دينا مفتي”، والتي تضمنت الحديث عن مجزرة رابعة العدوية، والقبض على آلاف الإسلاميين وحبسهم.
تصريحات مفتي
كان دينا مفتي، قد صرح في مؤتمر صحفي بأديس أبابا أمس، قائلاً: “مصر حولت إثيوبيا لخطر قائم هروبا من المشاكل الداخلية، فهناك عشرات الآلاف من الإسلاميين داخل السجون في مصر.. كل هذه الأمور تهدف إلى هروب مصر من المشاكل الداخلية وتعليقها على شماعة سد النهضة”.
وتابع مفتي في المؤتمر الصحفي: “هناك أجندة تفوق سد النهضة في مصر، وأزمات وقنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، لذلك اتهموا أديس أبابا بأنها سوف تتسبب في جوع وعطش المصريين، وهو ما يعكس عمق الأزمة الداخلية في مصر”.
وأضاف: “في داخل القاهرة منطقة مغلقة أكبر بعشرات المرات من أكبر أسواق إثيوبيا، حُجز فيها الآلاف من المصريين (في إشارة إلى اعتصام رابعة العدوية)، وأنتم تعلمون جيداً كيف توفي الرئيس المصري السابق محمد مرسي في أثناء إحدى جلسات محاكمته”.
وزاد قائلاً: “كل هذه الأمور تهدف إلى هروب مصر من المشكلات الداخلية التي تواجهها، وتعليقها على شماعة بناء سد النهضة. وهذا ليس للتشويه، وإنما هي الحقيقة، وبعد بناء السد سيأتون (المصريون) إلى تهنئتنا”، على حد تعبيره.
واستطرد بالقول: “هناك قوى لها مصلحة في العداء بين إثيوبيا والسودان، ودول مجاورة تعمل من الخلف، وهذه القوى مهتمة بزعزعة استقرار المنطقة”.
وختم مفتي تصريحاته قائلاً: “مفاوضات الدول الثلاث حول سد النهضة ستستأنف يوم الأحد المقبل، وسنشارك فيها. وأؤكد في هذا الصدد أن مصر والسودان يعلمان تماماً أن السد لم يلحق بهما أي ضرر”.
يذكر أن رئيس جنوب أفريقيا (رئيس الاتحاد الأفريقي حاليا)، قد دعا كلاً من مصر والسودان وإثيوبيا لاجتماع الأحد القادم لاستئناف مفاوضات ملء وتشغيل سد النهضة، بعد اتصالات أجراها الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا مع قيادات الدول الثلاث.