أعلن المعتقلون فى سجن العقرب، سيئ السمعة، في رسالة مسربة، دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام، للمطالبة بفتح تحقيق مستقل حول ملابسات وفاة القيادي في جماعة الإخوان المسلمين “عصام العريان”، واصفين وفاته بـ”القتل العمد”.
الإضراب عن الطعام
وأكد المعتقلون في الرسالة التي نشرها موقع قناة الجزيرة، إن عصام العريان، “ظل على مدار سبعة أعوام في مقبرة العقرب، في الحبس الانفرادي، بلا هواء ولا ضياء منع عنه العلاج وحرم من أبسط حقوقه الإنسانية، وهو الحق في رؤية أهله”.
وحمل المعتقلون مسؤولية قتل العريان عمدًا، إلى قائد الانقلاب “عبد الفتاح السيسي”، ووزير الداخلية، ورئيس مصلحة السجون، وإدارة سجن العقرب، وعلى رأسهم مفتش المباحث “أحمد أبو الوفا”، ورئيس المباحث “محمد شاهين”.
كما أكدت الرسالة، أن عصام العريان لم يكن الأول الذي يٌقتل عمدًا في سجن العقرب، ولن يكون الأخير إذا استمر الحال على ذلك من حرمان من الشمس والهواء والغذاء والكساء والطبيب والدواء.
وأشارت الرسالة المسربة، إلى عشرات الحالات الحرجة من هذا الوضع الذي لا يتحمله بشر، وعلى رأسهم م. “خيرت الشاطر”، م. “أحمد العجيزي”، د.”عصام حشيش”، ود. “محمود غزلان”، وغيرهم الكثير.
وطالب المعتقلون في الرسالة، من جميع المنظمات الحقوقية والإعلامية المحلية والدولية بـ”الضغط لفتح تحقيق في وفاة الدكتور عصام وما يحدث في سجون العقرب، وتسليط الضوء على القتل الممنهج في سجن العقرب”.
نص الرسالة
وجاء نص الرسالة كما يلي:
“إلى كل أحرار العالم، إلى المناضلين من أجل الحق والحرية وحق الإنسان في الحياة، ننعي إليكم جميعًا البطل المجاهد الشامخ المحب لوطنه ودينه وأمته الدكتور عصام العريان، كما نتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة وتلامذته ومحبيه.
ونسأل الله أن يربط على قلوبنا وقلوبكم برباط الصبر والإيمان، ويحق لنا جميعًا أن نفخر بهذا البطل الشجاع الجسور، الذي لقي ربه في سجون الانقلاب العسكري صابرًا محتسبًا ثابتًا، لم يهن أو يلين ولم يعطِ الدنيّة في دينه ووطنه، ولم يزل، ولم ينكسر، ولم يقر أو يعترف بهؤلاء الذين اغتصبوا الوطن وباعوا أرضه ومائه، وأراقوا دماء أبنائه وسلبوا أموالهم واعتقلوا علمائهم.
لقد لقي الدكتور عصام ربه دون أن يغير أو يبدل، أو يتنازل عن قيمه ومبادئه رغم ما تعرض له من إيذاء وتعذيب وحرمان، فقد ظل على مدار سبعة أعوام في مقبرة العقرب، في الحبس الانفرادي، بلا هواء ولا ضياء منع عنه العلاج وحرم من أبسط حقوقه الإنسانية، وهو الحق في رؤية أهله.
ولم تشفع له استغاثته التي صرح بها أمام قضاة العسكر في قاعة المحكمة على مرأى ومسمع من العالم كله، وظل مع كبر سنه وما يعانيه من أمراض في هذه المقبرة اللعينة، مقبرة العقرب، يُقتل عمدًا مع سبق الإصرار والترصد بلا رحمة ولا إنسانية.
ونحن نحمل مسؤولية قتله عمدًا قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية، ورئيس مصلحة السجون، وإدارة سجن العقرب، وعلى رأسهم مفتش المباحث أحمد أبو الوفا، ورئيس المباحث محمد شاهين.
كما أننا نؤكد أن عصام العريان لم يكن الأول الذي يٌقتل عمدًا في سجن العقرب بالإهمال العمدي، ولن يكون الأخير إذا استمر الحال على ذلك من حرمان من الشمس والهواء والغذاء والكساء والطبيب والدواء.
فهناك عشرات الحالات الحرجة من هذا الوضع الذي لا يتحمله بشر، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر، المهندس أحمد العجيزي، والدكتور عصام حشيش، والدكتور محمود غزلان وغيرهم الكثير.
كما نطالب جميع المنظمات الحقوقية والإعلامية المحلية والدولية بالضغط لفتح تحقيق في وفاة الدكتور عصام وما يحدث في سجون العقرب، وتسليط الضوء على القتل الممنهج في سجن العقرب.
كما نؤكد -نحن معتقلي العقرب- أنه رغم ما نعانيه من حرمان وأذى، ورغم حرماننا من رؤية أهلنا، رغم كل هذا لن نلين ولن نفرط في ديننا ووطنا، ولن نعترف بهؤلاء القتلة ولا يظن هؤلاء أن القتل يرهبنا؛ فهذا أسمى أمانينا، فنحن نعشق الموت في سبيل الحياة، كما نعلن أننا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ مقتل الدكتور عصام العريان؛ للمطالبة بفتح تحقيق مستقل في أسباب وفاته، وتقديم المتورطين للعدالة، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

وفاة عصام العريان
وتوفي “العريان” 66 عام، في محبسه بسجن العقرب، في 13 أغسطس الجاري، إثر تعرضه لأزمة قلبية داخل محبسه، وذلك بحسب رواية وزارة الداخلية المصرية.
لكن الحملة الشعبية لدعم المعتقلين والمختفين قسريا بمصر “حقهم”، كشفت الأسبوع الماضي، إن السبب الحقيقي لوفاة الدكتور “عصام العريان”، هو تعرضه لـ”اعتداء وحشي على يد رئيس مباحث سجن العقرب”، بعد مشادة كلامية بينهما.
وأكدت “حقهم”، أن عصام العريان توفى بعد اعتداء وحشي عليه من قبَل رئيس مباحث سجن العقرب “محمد شاهين”، المتهم من قبَل المعتقلين في السجن نفسه بالتسبب في وفاة الصحفي الشاب “محمود صالح” قبل أشهر.
وبحسب الرواية، فإن العريان توفي متأثرا بالاعتداء عليه، على إثر مشادة كلامية بينهما، لم يفصح عن فحواها.
واستشهدت رواية “حقهم” على صحتها، بتعمد قوات الأمن الإشراف الكامل على تغسيل وتكفين ودفن العريان، وبالرغم من السماح لعدد محدود من أسرته بحضور مراسم دفنه، فإن الأسرة فوجئت فور وصولها إلى المقابر في الموعد المحدد، أن الفقيد دُفن بالفعل.
كما استندت “حقهم” إلى رواية ذكرها أحد أفراد الأمن بسجن العقرب (لم تسمه)، في بيان لها، وقالت: “بعد وفاة الدكتور العريان جراء الاعتداء عليه تم ترتيب جميع الإجراءات اللاحقة من دفن واستخراج شهادة الوفاة ومحضر النيابة بمعرفة جهاز مباحث أمن الدولة”.
كانت “منظمة العفو الدولية”، قد دعت في 14 أغسطس الجاري، السلطات المصرية، إلى إجراء تحقيق فوري فوري في ملابسات وفاة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، “عصام العريان”، وظروف احتجازه ومدى تلقيه للرعاية الطبية في سجن العقرب.
وأكدت منظمة العفو الدولية، أن وفاة العريان بمثابة تذكير بالظروف القاسية التي يعانيها السجناء خاصة في ظل تدهور خدمات الرعاية الطبية، والمخاطر الإضافية التي يمثلها انتشار كوفيد-19 بالنسبة للسجناء.
زر الذهاب إلى الأعلى