نشرت الحملة الشعبية لدعم المعتقلين والمختفين قسريا بمصر “حقهم”، أمس الأحد، ما قالت إنها “تفاصيل خطيرة في قصة وفاة “عصام العريان”، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، والذي وافته المنية الخميس الماضي داخل محبسه بسجن العقرب.
مراسم الدفن
وقالت بيان الحملة، على مواقع التواصل الاجتماعي: “هل تعلم أن المرحوم الدكتور عصام العريان تُوفي وغُسّل وكُفن ودُفِن دون أن يراه أحد؟”.
وكشفت الحملة الحقوقية، أن “أسرة العريان علمت بخبر وفاته من خلال اتصال وزارة الداخلية”، مؤكدًة أنه “ممنوع من الزيارة منذ ثلاث سنوات وبضعة أشهر”، ثم أُجبرت الأسرة على مراسم الدفن، كما حددتها الداخلية بحضور 12 شخص فقط من الأسرة، وأن يكون الدفن ليلا”.
وتابع بيان “حقهم”: “لم يُسمح للأسرة، كما هو المعتاد، بالذهاب إلى السجن لاستلام الجثمان وتغسيله وتكفينه، وهذه هي المرة الأولى في حالات الوفاة داخل السجن”.
ونوهت إلى أنه “تم اصطحاب العدد المسموح له بحضور الجنازة إلى المقابر مباشرة، وعند وصولهم إلى المقابر وجدوا الداخلية قامت بالفعل بإدخال الجثمان إلى المقبرة”.
وأضاف بيان الحملة: “عندما تمسك أفراد الأسرة برؤية الجثمان سُمح لهم (بعد سجال) بدخول المقبرة دون اصطحاب التليفونات أو أيّة مصابيح لإلقاء نظرة الوداع عليه، فلم يتمكنوا من رؤيته فعليا بسبب الظلام وقصر المدة وحالة الضغط الشديدة المفروضة عليهم”.
كما لفتت “حقهم”، إلى أنه “تم إحكام الحصار على منزل الأسرة في مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، ومُنع وصول أي شخص إليه حتى اللحظة، وكذلك المقبرة طوال اليوم الأول حتى انتهاء الدفن”.
رواية الداخلية
وشككت الحملة في رواية الداخلية حول الوفاة، وقالت: “في البداية نُشر خبر الوفاة تم ذكر رواية عن مشادة كلامية بين الدكتور العريان وأحد القيادات المعتقلة معه توفي على إثرها مع شدة الانفعال دون أن تتم تسمية هذا الشخص… إلا أنه تم حذف هذه الرواية سريعا من جميع الأخبار التالية، ولم يرد ذكرها في البيان الرسمي للداخلية ولا تقرير النيابة، وكلاهما تم نشره على نطاق واسع”.
ورأت الحملة أن “بيان النيابة أبرز اسم الأستاذ صبحي صالح، والأستاذ شعبان عبدالعظيم، كشاهدين مجاورين للمرحوم العريان، وأورد على لسانهما كلاما يخالف ما قاله الدكتور العريان نفسه أمام المحكمة في شكواه مما يتعرض له من معاناة وإهمال طبي، كما يعلم أي معتقل سابق استحالة أن يكون هذا الكلام لأي منهما بسبب مخالفته حقيقة الأوضاع داخل السجون، فضلا أن يكون سجن العقرب”.
واستطرد البيان قائلًا: “تبقى الأسئلة التالية وغيرها بلا إجابة: مَن صاحب رواية المشادة الكلامية؟، ولماذا تم سحبها سريعا؟، ولماذا لم تسمح الداخلية لأسرة المرحوم العريان بالذهاب إلى السجن وحضور الغسل واستلام الجثمان قبل دفنه؟”.
وتساءلت حملة “حقهم” قائلة: “لماذا حاولت الداخلية منع أفراد الأسرة من رؤية الجثمان بعد أن قامت هي بالدفن ثم سمحت لهم بعد سجال وبالكيفية التي تم ذكرها؟، ولماذا أوردت النيابة في بيانها شهادة على لسان صبحي صالح وشعبان عبد العظيم معيبة ومناقضة للواقع بهذا الشكل؟”.
تحقيق فوري
كانت “منظمة العفو الدولية”، قد دعت الخميس الماضي، السلطات المصرية، إلى إجراء تحقيق فوري في ملابسات وفاة القيادي “عصام العريان”، وظروف احتجازه ومدى تلقيه للرعاية الطبية في سجن العقرب.
وقالت المنظمة الدولية، أن “العريان قد اشتكى في جلسات محاكمات سابقة من منعه من تلقي العلاج داخل السجن وتعرضه لسوء المعاملة في حبسه الانفرادي، وحرمانه عمداً من الغذاء الكافي واحتياجات النظافة الشخصية. وقال للقاضي في إحدى جلسات محاكمته: “نحن نقتل في السجون، إنهم ينتقمون منا”.
وطالبت العقفو الدولية، السلطات المصرية، الإفراج فوراً، عن جميع الأشخاص المحتجزين بشكل تعسفي، من بينهم النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان”.
زر الذهاب إلى الأعلى