قال مدير برنامج زراعة الأعضاء من الحيوانات في كلية الطب بجامعة ميريلاند الأميركية، محمد محي الدين، وهوطبيب باكستاني الأصل أميركي الجنسية، والقائد المشارك لفريق الجراحين الذين أجروا أول عملية ناجحة لزراعة قلب خنزير في إنسان، إن العملية “صالحة لكافة المرضى”.
زراعة قلب خنزير
وأضاف في تصريحات خاصة لـ”الشرق”، أن ذلك النوع من الزراعة لا يتطلب سمات معينة في أيّ مريض، فكل من يحتاج إلى الزراعة يُمكن أن يتلقى “قلب خنزير”.
وأجرى الجراحة الطبيب المعروف، بارتلي جريفيث بمعاونة الطبيب محمد محي الدين، الذي ابتكر أيضاً جزيئاً جديداً، يمنع رفض الجسم عضو الخنزير المزروع.
تأهيل القلب للزراعة
وأوضح محي الدين، أن الفريق أجرى 10 تغييرات في جينوم الخنازير لتأهيل القلب للزراعة في جسم الإنسان، مضيفاً: “استبعدنا 3 جينات توجد أجسام مضادة ضدها عند البشر، وقمنا أيضاً بتثبيط الجين المسؤول عن نمو قلب الخنزير، وأدخلنا 6 جينات للمساعدة في تجنب ضعف التخثر والالتهابات”.
ولدى سؤاله بشأن إمكانية انتشار تلك الجراحات في المستقبل القريب، قال محيي الدين، إن إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA أعطت “تصريحاً طارئاً” لهم، ولجعل الجراحة “روتينية” يجب “إجراء التجارب السريرية المناسبة”، معرباً عن أمله في أن تمهد عملية الزراعة التي قاموا بإجرائها الطريق لزراعة أعضاء الحيوانات في البشر في المستقبل.
وحصل محمد محيي الدين على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة “كراتشي” بباكستان. وبعدها تلقى تدريبه الجراحي في المستشفى المدني بكراتشي، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، حيث أنهى أول زمالة له في بيولوجيا زراعة الأعضاء في جامعة بنسلفانيا.
عملية رائدة
كان باحثون من كلية الطب في “جامعة ميريلاند” الأميركية قد نجحوا أمس الثلاثاء في زرع قلب خنزير لمريض يعاني من فشل القلب؛ وغير مؤهل للالتحاق ببرامج الزراعة التقليدية في الولايات المتحدة.
ووافق المريض ديفيد بينيت (57 عاماً)، الذي تلقى قبل 10 سنوات صماماً من خنزير أيضاً، في ديسمبر الماضي على التجربة الرائدة؛ بعد أن قرر المقامرة بالعلاج التجريبي، بعد أن استنفد العلاجات الأخرى، وأصبح مريضاً للغاية لدرجة لا تؤهله الحصول على قلب متبرع بشري.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن بينيت قوله عشيّة العمليّة: “إمّا أن أموت أو أن أجري عملية الزرع هذه. أريد أن أعيش… إنّها خياري الأخير”.
واستخدم الفريق عقاراً تجريبياً جديداً طوره الطبيب الباكستاني – الأميركي محمد محيي الدين جزئياً لتثبيط جهاز المناعة، ومنع رفض العضو المزروع. كما استخدم الفريق أيضاً جهازاً جديداً للتروية (ضخ الدم) للحفاظ على قلب الخنزير حتى إتمام الجراحة.
وتُعد تلك العملية التي استغرقت 8 ساعات، وحصلت على تصريح طارئ من إدارة الغذاء والدواء الأميركية قبل نحو 10 أيام، هي الجراحة الناجحة الأولى من نوعها لزراعة قلب خنزير في إنسان.
وقال مدير برنامج زراعة القلب بالجامعة الجراح بارتلي جريفيث، والذي أجرى العملية، إن القلب “يعمل بشكل طبيعي”، ولكنه أكد أن مستقبل المريض غير مضمون، إذ “لم يتم القيام بتلك العملية من قبل”.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن الجراح قوله، إن هذه عملية جراحية رائدة، وتقرّبنا خطوة من حلّ أزمة نقص الأعضاء”، مضيفاً: “نتقدّم بحذر، لكنّنا متفائلون أيضاً بأنّ هذه الجراحة الأولى في العالم ستوفّر خياراً جديداً مهمّاً للمرضى في المستقبل”.
وتأتي تلك الجراحة بعد أسابيع من نجاح جراحين في نيويورك في زرع كلية خنزير معدلة وراثياً لشخص يُعاني من موت دماغي.
ويأمل الأطباء أن تؤدي تلك الجراحة لدخول زراعة الأعضاء حقبة جديدة في المستقبل لا يُعاني فيها المريض من الانتظار على القوائم في سبيل الحصول على عضو بشري من متبرع أو متوفى.
ويقول الأطباء إن القلب الجديد يقوم بالفعل بمعظم العمل، وسيتم تجربة رفع المريض من على الجهاز الثلاثاء.
محاولات سابقة
ولا تُعد تلك العملية هي المحاولة الأولى لزراعة قلوب الحيوانات في البشر؛ فقد تم إجراء أول عملية زرع قلب في الإنسان على الإطلاق عام 1964، باستخدام قلب قرد شمبانزي، لكن المريض توفي في غضون ساعتين.
وفي عام 1984، تم زرع قلب قرد البابون في طفل يعاني من قصور في القلب؛ توفي الطفل بعد 20 يوماً من العملية.
زر الذهاب إلى الأعلى