قارن مدير مكتب نيويورك تايمز بالقاهرة ديكلان والش في مقال له بين الاحتجاجات الحالية بالولايات المتحدة ومظاهرات الربيع العربي وثورة يناير 2011 الضائعة في مصر.
الاحتجاجات الأمريكية
ووقف والش فى مقاله على عدة لقطات :
قتْل الشرطة الوحشي للمواطن.
موجة الغضب الشعبي التي دفعت بالمواطنين إلى الشوارع.
رئيس يبرر الإجراءات الوحشية من خلال التذرع بتهديد المخربين والإرهابيين”.
وأشار إلى أن ذلك هو ما حصل في الربيع العربي المصري منذ ما يقرب من عقد من الزمان.
وأوضح أن ما يحصل في الأيام الأخيرة جعل المصريين يستعيدون في أذهانهم تلك الأحداث المهمة، حيث ظهرت ديناميكية مماثلة بشكل لافت في الولايات المتحدة، مع صور مألوفة للنيران والغاز المسيل للدموع والآلام، حتى لو كان السياق مختلفاً تماماً”.
ونقل عن أشرف خليل، وهو صحفي مصري أمريكي قام بتغطية الربيع العربي ووثقه بعد ذلك فى كتاب، نقل عنه قوله، وهو ينشر صورة لمتظاهر مقنع في أمريكا يمسك طبله فضية، ويرفع قبضته عالياً : “أنا الآن أعاني من ذكريات الماضي في مصر”.
https://vp.nyt.com/video/2020/06/01/86778_1_01egypt-fader_wg_1080p.mp4
وتابع : “بالنسبة للمصريين الآخرين، فإن العديد من الصور الأكثر إثارة للصدمة من الاضطرابات الأمريكية، متظاهر يقف بمفرده متحدياً كتيبة من شرطة مكافحة الشغب، وسيارة شرطة تحطمت وسط حشد من المتظاهرين، ومركز شرطة يتصاعد فيه النيران” .
لافتاً إلى أن جميع هذه الأحداث تبدو متطابقة تقريباً بصور التقطت في مصر خلال الاحتجاجات التي بلغت ذروتها حتى أطاحت بالرئيس حسني مبارك عام 2011″.
ولفت إلى أنه “تصدرت وسوم مثل: #BlackLivesMatter و #Minnesota على وسائل التواصل الاجتماعي المصرية في الأيام الأخيرة، وانتشر الشعور بالتضامن عبر العالم العربي”.
وأضاف: “المقارنات بين الأحداث التي اجتاحت الشرق الأوسط قبل عقد من الزمن وما يحدث الآن في أمريكا لها قيودها. نشأت ثورة مصر نتيجة الإحباط من سنين من المحسوبية والحكم الاستبدادي الوحشي، أما الغضب الأمريكي فهو موجه ضد العنصرية وعدم المساواة.
لكنه أوضح أنه على الرغم من التوتر، إلا أن الديمقراطية الأمريكية لا تزال لديها صحافة حرة وسيادة القانون على عكس مصر.
ولفت إلى رد فعل الرئيس ترامب، وهو يشيد مرارا بزعيم مصر المستبد الرئيس عبدالفتاح السيسي ويصفه مازحا بأنه “ديكتاتوري المفضل”وذكر أنه يبدو عازماً على محاكاة روحه إن لم يكن طرقه.
وأشار إلى أنه “في الأيام الأخيرة دعا السيد ترامب إلى العنف ضد اللصوص.
وقدم إقتراحات تحريضية بأن المظاهرات كانت تقاد من قبل مخربين.
وفي مكالمة هاتفية يوم الإثنين، وصف المتظاهرين بـ”الإرهابيين”، وحث المحافظين الأمريكيين على ” الانتقام” منهم”.
ثورة مصر الضائعة
وقالت أهداف سويف، وهي كاتبة وناشطة مصرية، إنه حتى في ذروة الربيع العربي، استخدم مبارك لغة أكثر ليونة و لهجة تصالحية أكثر، وأضافت أن السيد ترامب “نسخة أكثر قذارة وأكثر فظاظة من قادتنا، على الأقل السيد مبارك كان يطلق نكات جيدة أحيانا”.
وأضاف والش: “كان وجه الثورة المصرية ضحية نتجت عن وحشية الشرطة. ففي يونيو 2010 قام اثنان من ضباط الشرطة المصريين بسحب خالد سعيد من مقهى إنترنت في الإسكندرية، وضربوه حتى الموت. تم تداول صور الجثة المشوهة على وسائل التواصل الاجتماعي، ما أثار موجة من الغضب العام الذي أطاحت بمبارك من السلطة بعد سبعة أشهر”.

وتابع والش : “بالنسبة لبعض المصريين، فإن الاحتجاجات الأمريكية هي ذكرى سيئة مروا بها في فترة الفوضى المصرية التي انتهت عندما تولى السيد السيسي. وعلق أحد أنصار السيسي على تويتر على صورة لمبنى محترق في مينيابوليس: “لقد نهبوا المتاجر و أضرموا النار بسيارات الشرطة، كل ما يحتاجون الآن هو معركة الجمل وحرق المعهد العلمي”، مشيرا إلى حوادث عنف حصلت في مصر عام 2011.
المشكلة تكمن في الجيش
بالنسبة للآخرين، فإن ذكريات الثورة المصرية عام 2011 يشوبها الندم والفشل. لم تؤد الإطاحة بالسيد مبارك في النهاية إلى حكم السيسي القاسي فحسب، بل غيّر حدود المدى الذي كانت قوات الأمن على الاستعداد لممارسته ضد المدنيين.
وقال خالد فهمي، وهو مؤرخ مصري بجامعة كامبريدج، صاحب كتاب رجال الباشا : “لقد تم تجاوز العديد من الخطوط الحمراء في مصر خلال تلك الفترة”. ونحن الآن في وضع لم نكن نتخيله في أسوأ سنوات مبارك”.
وأضافت نانسي عقيل، وهي باحثة في مركز التنمية والديمقراطية وسيادة القانون في جامعة ستانفورد، إنه إذا كانت ثورة مصر ستقدم درسا للمتظاهرين الأمريكيين، فإنهم بحاجة إلى الحفاظ على تركيزهم على التغيير المنهجي.
وقالت: “إنهم بحاجة لمعرفة أن هذه مشكلة مع جهاز الأمن كله، وليست مجرد حادثة مروعة”. لو كان المصريون في عام 2011 قد علموا ذلك لما خرج الناس يعانقون الجيش في الشوارع، ولأدركوا أن المشكلة تكمن في الجيش نفسه، بحسب نيويورك تايمز.