رحلة هروب فاتن حمامة من المخابرات.. ووسائل الإعلام تشن حملة تشويه ضدها

ذكرت بي بي سي عربي فى تقرير حديث أن الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، هربت من مصر فى يوليو عام 1965، بزعم زيارة زوجها النجم عمر الشريف، الذي كان في ذلك الوقت يحقق نجاحا في السينما العالمية، لكن تلك التوقعات ثبت أنها في غير محلها عندما طال غياب النجمة عن بلادها لسنوات.
هروب فاتن حمامة من المخابرات
عن تلك المرحلة يتحدث كتاب “سيدة الشاشة إن حكت – فاتن حمامة .. مذكرات وذكريات” لمؤلفه الناقد السينمائي أشرف غريب، مستنداً إلى وثائق ومذكرات كتبتها فاتن حمامة بنفسها، فضلا عن شهادات فنانين وفنانات تحدثوا عنها.
ويقول غريب لبي بي سي نيوز عربي، بدأت قصة الهروب عندما تعرضت فاتن حمامة للتضييق أثناء حركتها وسفرها إلى الخارج وعودتها إلى مصر.
وأرجع الكتاب ذلك التضييق إلى رغبة المخابرات المصرية، التي كان يرأسها في ذلك الوقت صلاح نصر، في تجنيدها للعمل لصالح الجهاز، وهو ما رفضته فاتن رفضاً قاطعاً.
وأشار الكتاب إلى جزء من مذكرات حمامة جاء فيه: ” عايشت ظلما كبيرا تعرض له كثيرون من حولي، وتعرضت للتضييق في حركتي وسفري للخارج وأشياء أخرى، إلى أن اتصل بي شقيق فنان كان يعمل بهيئة الاستعلامات (يبدو أنها تقصد مرسي سعد الدين شقيق الموسيقار بليغ حمدي) وكنت قد انتهيت من
تصوير فيلمي “الحرام” و “حكاية العمر كله” والمشاركة في مسابقة مهرجان كان السينمائي الدولي، في هذا الاتصال طلب الرجل تحديد مقابلة مع أحد رجال المخابرات لأمر هام، ولم يكن أمامي سوى الترحيب بزيارته”.
وأثناء المقابلة، عرض عليها ضابط المخابرات العمل مع الجهاز وترك لها بعض الكتب عن الجاسوسية بعد أن حدثها كثيرا عن “أمن البلد والتضحيات”..
رفض العرض
وأشارت فاتن حمامة في مذكراتها إلى أنها رفضت ذلك العرض رفضا قاطعا بعد أن حرمها التفكير فيه النوم لأسبوع تحدثت خلاله إلى بعض الأًصدقاء المقربين في الأمر لاستشارتهم فيه.
وأكد المؤلف أن تلك المضايقات التي تعرضت لها فاتن حمامة زادت في أعقاب رفضها، مما دفع أحد أصدقائها إلى نصيحتها بمغادرة مصر قبل أن تضيق عليها الخناق، مرجحا أن هذه النصيحة كانت من الصحفي علي أمين، أحد مؤسسي دار أخبار اليوم مع شقيقه مصطفى أمين، والذي قال غريب إنه عمل جاهدا مع زكريا محي الدين، أحد الساسة البارزين الذي كانت تربطه علاقة أسرية بفاتن حمامة، على مساعدتها في الهروب من مصر.
تشويه ممنهج
في أعقاب هروبها من مصر وإفلاتها من قبضة صلاح نصر، مدير المخابرات العامة المصرية في ذلك الوقت، تعرضت فاتن حمامة لحملة تشويه ممنهج هي وزوجها عمر الشريف تورط فيها عدد من الصحفيين المصريين.
حيث سمح الناقد سعد الدين توفيق رئيس تحرير مجلة الكواكب حينئذ في يوليو 1965 بنشر مجموعة من الرسوم الكاريكاتيرية لرسام الكاريكاتير عبد السميع يتهم فيها فاتن حمامة باللهاث وراء زوجها عمر الشريف في عواصم أوروبا لمنعه من الارتماء في أحضان الحسناوات أو لتقليده في الوصول إلى السينما العالمية.
رحلة العودة
وحاول البعض إقناع فاتن حمامة بالعودة إلى مصر مرة آخرى، بعد أن زال الخطر الذي كانت تخشى تعرضها له من بطش المخابرات بعد تغير الظروف السياسية في البلاد.
ورجح غريب في كتابه أن أم كلثوم والروائي عبد الحميد جودة السحار والكاتب يوسف إدريس كانوا من أهم الشخصيات التي ساعدت حمامة على العودة إلى مصر.
فسعت أم كلثوم والسحار إلى الحصول على رسائل طمأنة من وزارة الداخلية إلى فاتن حمامة لتعود إلى بلادها بينما ناشدها إدريس عبر أثير الإذاعة المصرية بالعودة إلى مصر.
وعادت فاتن إلى مصر في فبراير عام 1970 أي قبل وفاة الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر بعدة أشهر في سبتمبر عام 1970.