مصر

هل عنّف بوتين عبدالفتاح السيسي في مكالمة هاتفية دارت حول ليبيا؟

كشفت مصادر مصرية، عن تعنيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في مكالمة هاتفية دارت الجمعة الماضية، حول ليبيا والمبادرة التركية الروسية لوقف إطلاق النار.

وكشفت المصادر لموقع “العربي الجديد”، أنّ محادثات، وصفتها بـ”العاصفة”، جرت بين الرئيسين بشأن ليبيا، خلال الاتصال الذي جرى بينهما، والذي سبق إعلان خليفة حفتر الموافقة على المبادرة الروسية التركية لوقف إطلاق النار.

وأكدت المصادر، أن بوتين تحدث إلى السيسي بأسلوب جاف وصل حد “التعنيف”، مرجعةً ذلك إلى انحياز مصر في بادئ الأمر لموقف الإمارات في دعم حفتر بعيداً عن روسيا، بشكل جعل قائد مليشيات شرق ليبيا يرفض وقف إطلاق النار في البداية.

كما أشارت إلى أن السيسي طلب حضور مصر على طاولة المفاوضات في موسكو كطرف أساسي إلى جانب الأطراف الليبية وتركيا، إلا أن هذا الطلب قوبل برفض تركي، بالإضافة إلى رفْض من جانب رئيس حكومة الوفاق فائز السراج.

وأوضحت المصادر أن الرد على المطلب المصري كان “مخيباً للآمال” من الجانب الروسي، الذي رأى أن حضور مصر باعتبارها دولة جوار، يعني حضور كل من تونس والجزائر باعتبارهما أصحاب مصلحة مباشرة.

وبحسب تلك المصادر، فالسيسي وجد نفسه مطالَباً في آخر المحادثة مع بوتين بإبداء موقف متجاوب مع الضغوط الروسية لوقف إطلاق النار، وفق اتفاق تمّت مراحله كافة بعيداً عن مصر، إذ أُبلغت القاهرة فقط بالتفاصيل، من دون أن تشارك في أي من نصوصه.

ولفتت المصادر إلى أنه “على الرغم من أن المبادرة بشكل عام حققت مطلباً مصرياً مهماً، بمنع نقل تركيا قوات عسكرية إلى جارتها ليبيا، إلا أن القاهرة خرجت في النهاية بشكل أضر بصورتها إقليمياً، بعد دور كبير لعبته طيلة الفترة الماضية في الأزمة الليبية، سواء عبر علاقاتها بحفتر أو عبر اتصالاتها مع أطراف خليجية وأوروبية”.

كما كشفت أن المعنيين بالملف الليبي من جانب مصر، “يسعون إلى لعب دور خلال تنفيذ تفاصيل قرار وقف إطلاق النار”، مشيرًة إلى أن كل من السعودية والإمارات اللتين كانتا تشكلان إلى جانب مصر المثلث العربي الأقوى لدعم حفتر، كانتا ترفضان قرار وقف إطلاق النار بالصيغة التي خرج بها، وفق التوصية التركية، بعد لعبهما دوراً كبيراً في تمويل ودعم قائد مليشيات شرق ليبيا، قبل أن تتدخل موسكو بشكل قوي على خطّ الأزمة.

كان المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، قد أعلن أن السيسي أجرى اتصالاً هاتفياً ببوتين، الجمعة الماضية، تضمّنت، تبادل وجهات النظر بشأن آخر تطورات القضية الليبية.

وقال راضي إنّ السيسي “جدّد تأكيد موقف مصر الثابت تجاه ضرورة وضع حدّ لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي، والتي تلقي بتداعياتها السلبية على مجمل القضية من جميع الجوانب، وتقوّض المساعي الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا”.

وأوضح راضي أن الاتصال شهد “توافقًا على تكثيف الجهود المشتركة للتركيز على تسوية الأزمة من خلال إطار شامل يتضمن جميع عناصر القضية على نحو يدعم جهود مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، ويلبي طموحات الشعب الليبي ويفعل إرادته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى